نعم..مازلنا ندعو الى الأدب النظيف ...!!!!!
عالم الأدب النظيف الذي ندعو له، ويتضمن في مفهومه: الأدب الإنساني عمومًا، فقد أرهق القارئ لون الدماء الذي جلل الحروف والواقع، وبات لزامًا العودة لإنسانية الإنسان، الذي تنازل عن مركزه للحيوان الذي لا يقتل إلا لو جاع! ولا يؤذي إلا إذا أُرغِمَ على هذا ودُفِعَ! ماذا نعني أولًا بمصطلح الأدب النظيف ؟ .
هل هو الذي يستبيح المرأة والرجل ويجعلهما عاريين تمامًا من الداخل والخارج؛ يفرق الأمة، ينخر في عظامها ليلبسها ثوبًا ليس بثوبها؟ أم هو محاولة للرجوع للغة الأصل بخطًى بدائية وئيدة بعيدة عن المرمى؟
أم هو مزيج وخلطة جديدة تشوق الجيل الجديد لتناول عسله، ممزوجًا بالمقبِّلات الفكرية والثقافية الهامة العصرية، يحفظ الهُويَّة والمحاور الأساسية في عالمنا؟
حقيقة كنا طرحنا فكرة أدبية قريبة من هذا المصطلح ، منذ عدة أعوام من خلال أمسيات ومنتديات ثقافية شاركنا فيها ، وكذلك كتابات عديدة في دوريات وصحف ومواقع ثقافية عديدة ومازال بحثنا مستمرًّا عن التعريف الأكثر تكثيفًا وتحقيقًا للهدف المرجو منه. بحثنا عن وجهه العصري المناسب، وتعريفه النهائي ليمضي قُدمًا بإيجابية وكان مبدئيًّا.
أدب يرسم عبر تنوعات أطيافه أملًا فكريًّا للأمة، ومسارًا أخلاقيًّا رفيعًا، حياديًّا وموضوعي النظرة السياسية والثقافية والاجتماعية، لا يملك عنصرية الفكر، ولا الدوران في حلقة مفرغة لا طائل منها من الوجدانيات العقيمة، ويحمل في طيَّاتها ثوابت دينية لا انزياح عنها في زمن الانزياحات.
وبذلك يتضح لنا أنه أدب موضوعي واقعي، يرسم خطًّا عامًّا يَلمُّ فيه شمل العالم العربي والعالم الأوسع، المتشرذم ببوتقة عالمية من التعايش الحقيقي، البعيد عن الشعارات الزائفة التي لم تنتج سوى النقيض.
وما أحوجنا لهذا التعريف الذي تتبدى الحاجة إليه يومًا بعد يوم. لقد انتشر الغثُّ من الأدب حتى انتشر كغثاء السيل يغطِّي على ثمين المواد الأدبية، كلٌّ ينشر ما يَخطُر على باله وكأنه مرشد الزمان! لا يتقبَّلُ النقد، ولا الامتزاج بفكر آخر، ولا حتى تقبله لتطويعه للأفضل، شكلًا ومضمونًا.
عندما تحدثنا ومازلنا نتحدث عن الأدب النظيف وجدنا ردة فعل من الجمهور حسنة مبدئية كشعار هام جِدِّيِّ النظرة، واقعي العمل، وهو يستمر بعطائه من خلال مشروعنا الثقافي الذي يتخذ من الأصالة والمعاصرة منهجًا له .
لهذا الشعار الذي كان مبدأ لمنتدانا الثقافي للأصالة والمعاصرة ، لكن ما أدهشنا فعلًا هو عدم الوصول لمنابر تؤيد فعليًّا هذا المسار الذي لا غنى عنه أمام ,وترفض معنا الإباحية الأدبية التي امتهنت المرأة والأخلاق والأسس التي تقوم عليها المجتمعات عمومًا.
وكل ما كان مجرد إطراء ومديح لا طائل منه، فأين هؤلاء الذي يمسكون بناصية الأخلاق والادب الجاد البناء الذين بدورهم لم يقبلوا ولا يقدموا الرعاية اللازمة أو المقاومة الايجابية الفاعلة نقدا وأبداعا ؟



Post A Comment: