انتشرت ظاهرة مقتني اللوحات الكبار ، وأقصد بالكبار مقتنو اللوحات من أعمال الرواد والمعاصرين ، والتي وصلت لدى أحدهم الى عدة المئات من الأعمال الفنية .
هده المئات لايراها الا أصحابها والأصدقاء ، وتجمع وتقتنى في الغالب من باب الوجاهة الاجتماعية ، كسبب ضمني خلفه رغبة التربح من اعادة بيعها او الاستزادة من الوجاهة ، باقامة متحف خاص ، كما اعلن البعض ، وتصبح في النهاية الرؤية محددة للمقتنين واسرهم ، وهده الرؤية قال عنها ابو الفن بول سيزان : " الفن الذي يوجه الى عدد من الأفراد فن محدود للغاية ... " .
في مقابل هذا نجد طلاب الفن والفنانين محرومين من رؤية هذه الأعمال أسيرة المخازن والجدران المغلقة على نفسها ، هذا اضافة الى حرمان النقاد من الاحاطة الكاملة الدقيقة بكل أعمال مراحل الفنان ، التي تسقط بعضها داخل مخازن المقتني ، وحتى يكون النقذ والدراسة المستفيضة لفنان قائما بشكل موضوعي مرحلي ...
ومن الجانب الاخر ، فان ظاهرة دخول رجال الاعمال ، وليس محبي الفن وعشاقه ، لسوق اللوحات تجعلهم يقتنونها كأي سلعة  قابلة للزيادة ، خاصة وهم أصلا رجال واستثمار مال ، ومنهم من أعلن عن اقامة متحفا لتلك المقتنيات ، كأنهم افاقوا الى ان الفن مكلف ، وانهم اصبحوا مجرد مخزن لوحات ، ليست جميعها او حتى بعضها مرتفعة القيمة الفنية ، حدث هذا داخل سوق حركة بيع اللوحات ، الذي كان له جانب ايجابي في تنشيط حركة بيع اعمال الفنانين المعاصرين ، وارتفاع اسعارهم ، وهذا أشبه بنظام اقتصادي مغلق ، وتحول الفن الى نقذ نادر بعد فترة ، وفقد مقتنوا اللوحات كثيرا من حماستهم الأولى ، وتمتعهم بالفن الذي لايصنع متعة وفرة المال بل وفرة الثقافة .
فارتفاع اسعار الاعمال الفنية ، في مجتمع مثقف ، رأسمالي متطور ، يعد وسيلة رائعة للكسب ، وفي مجتمع مثل المغرب ، يكون الاستثمار في مجال الاعمال الفنية ، ليس بعائد مغر لرجال الأعمال ، واصبح بعد فترة من تنشيط سوق بيع اللوحات بالاقتناء ، وحركة البيع والشراء للفنانين المعاصرين والشباب ، اصبح لدى المقتني عادة الاقتناء فقط ، وللوجاهة الاجتماعية ، وللفنان الذي اعتاد على البيع طوال السنوات الماضية ، ان يستمر في البيع بأي سعر من اجل البيع للبيع ، وحتى لاتسقط اسهمه في سوق الفن ، والجاليريهات الخاصة ، حتى ولو اصطبغت لوحاته بالمفردات التجارية والتسويق الرخيص .



Share To: