چينيف مدينةُ الشيكولا والساعات الأنيقه، الثراء والغلاء؛ حيث كأس قهوة براتب أسرة في ناحيةٍ أخري من العالم، مدينه ساعات الصفر وساعات السلم، المدينه اللاعبة بأذرع العرائس، وحدها من يقرر حركتهم، ووحدها من تعطي الإذن وتفصل في الأمر دون إذن أصحابه! وهي من يدري هل عدد من سقط كافيًا للتحرك أم أن الرقم لم يبلغ النصاب بعد؟

تتجلي بحيرة چينيف للرؤيه من كل جانب، مصبُّ الماء من جبال الألب، واجهه نهر الرون، بنايات الأمم المتحدة، منظمةُ التجارة العالمية، الصحة العالميه، الصليب الأحمر، حقوق الإنسان، منظمه الملكية الفكرية، وعلي منحني الرؤيه مقر المحفل الاقتصادي العالمي، هي اختصار تلك القرارات التي تترك أثرها العميق على السياسة الدولية.

علي مستوي الذاكرة الأدبية، تعرف بأن أول عمل أدبي روائي خيالي قد ظهر علي شواطئها في عام 1816، مايسمي في الفلسفة الغربية بأدب الرعب، تلك السنه التي أطلقت عليها الروائيه ماري شيلّي "السنه من دون صيف".
 حيث دونت مذكراتها في چينيف من فيلا ديوداتي التي تطلع علي الحدائق الغناءة، ممتدة الأطراف في ربيع منعش.

كل الأزمات التي يمر بها العالم بما فيها اوربا بالنسبه لتلك المدينه مشهد للفرجه، لم تشارك في حرب علي مر التاريخ، ورغم ارتباطها التاريخي بفرنسا برباط الحريه والتجارة، وانجلترا برباط التجارة والمذهب الديني، رأيها بإنصاف ف الحروب التي تخوضها هاتان الأمتان واحدة ضد الأخري، ولاكنها احكم من أن تنحاز لأحداهما، حيث كانت تصدر حكمها علي جميع ملوك اوربا دون تملق ،أو إساءة ،أو خشيه.

كنت مهتما لفترة طويله بالمدينه وقت الدراسة، من ناحيه تتبع الحركه الادبيه فيها، حيث كانت منذ عمر تحظر الدراما والمسرح والفنون ،باعتبارها وسائل للفضائح، وكان هناك معركه شهيرة مع فولتير ربيبها بعد أن أطلق مسرحيته "زائير" 1755، فتذمروا رجال الدين واعتبروا المسرح والأدب جريمه! الي أن صارت المدينه مهدا للعولمه، مع بدايات خطاب چان جوك روسو الشهير (خطاب الي مسيو دالامبير عن المسرحيات )1758



Share To: