يدمى قلبه لفراقها، وتتَّقد نفسه حنينا إليها، فلا يلفي مسكّناً لآلامه غير الدّموع، فيلج في الاستعبار، فتنهل عبراته انهلال القطر. وينفجر بركان الأنين في أغوار نفسه، فتنبعث من داخله كلمات بريئة تتناثر حبرا سائلا على الورق، ممتزجا بتلك العَبرات في مناجاتها من بعد رحيلها:
"لاَ، لاَ... لا تَكْذبي!
لاَ تَقُولي هَدَّ الدَّهْرُ حُبَّنَا،
فَانْتَهَى مَا كَانَ بّيْنَنَا!
لاَ، لاَ... لاَ تَكْذبي!
فَحّبُّنا مَتِينٌ كَالصَّخْرِ،
فَسِيحُ الأرْجَاءِ كَالبَحْرِ،
سِرَاجٌ يَشِعُّ مَدَى الدَّهْرِ.
إنَّكِ عَلَى فرَاقِنَا نَادِمَةٌ،
في فِرَاشِ الآلَامِ نَائِمَةٌ،
فِي بَحْرِ الدّموع عَائِمَةٌ،
وَحِيدَةٌ، بَائِسَةٌ، سَائِمَةٌ،
عَلَى وَجْهِكِ هَائِمَةٌ.
فَلاَ، لاَ... لاَ تَكْذبي!
لاَ تَقُولي هَدَّ الدَّهْرُ حُبَّنَا،
فَانْتَهَى مَا كَانَ بّيْنَنَا!
لاَ، لاَ... لاَ تَكْذبي!
فَحّبُّنا مَتِينٌ كَالصَّخْرِ،
فَسِيحُ الأرْجَاءِ كَالبَحْرِ،
سِرَاجٌ يَشِعُّ مَدَى الدَّهْرِ.
صُورَتُكِ لاَ تَبْرَحُ خَيَالِي،
رَنَّةُ صَوْتِكِ دَوْماً في بَالِي،
حُبُّكِ شَادَ حُلْمِي وآمَالِي،
فَبِاللهِ عَلَيْكِ اِرْأفِي بِحَالِي،
وَلاَ تَتْرُكَينِي، هَيَّا تَعَالي!
وَلاَ، لاَ... لا تَكْذبي!
لاَ تَقُولي هَدَّ الدَّهْرُ حُبَّنَا،
فَانْتَهَى مَا كَانَ بّيْنَنَا!
لاَ، لاَ... لاَ تَكْذبي!
فَحّبُّنا مَتِينٌ كَالصَّخْرِ،
فَسِيحُ الأرْجَاءِ كَالبَحْرِ،
سِرَاجٌ يَشِعُّ مَدَى الدَّهْرِ.
آهٍ، آهٍ، آهٍ... آهٍ مِنَ الأيَامِ،
تَقْذِفُنَا في بَحْرِ الأحْلامِ،
وتَعِدُنَا بالأمْن والسَلامِ،
فَنَصْحُو في دُنْيَا الأوْهَامِ،
في دُنْيَا الدّموع وَالآلاَمِ!"..."




Post A Comment: