--------------
رســالـة اعــتـذار إلــى الـرائـي الـخـالد
عبد الله البردوني
--------------
معاذ السمعي
-------------
نـامي عـلى الـجرحِ ما ضاقتْ بنا الفكرُ
واسـتوطني الـنبضَ كـادَ الـقلبُ ينفطرُ

لا تـجـهلي مــن أنـا والـكونُ لـي وطـنٌ
أشــــدُ فــيــهِ رحــالــي وال أنـــا عــبـرُ

أنـــا الـسـنـافيُّ فـــي الآفــاق مـرتـحلٌ
بـيـنَ الـنـجومِ وظـلـي الـشمسُ والـقمرُ

مـن فـجرِ قـحطانَ مـن أروى وذي يزنٍ
ورِثـتُ حـرفي وأرواني الهوى ( صبرُ )

إذا تــعــثَّـرَ دربــــي و الــمــدى سِــعــةً
خـــرت نـجـومُ الـسـما تـبـكي وتـعـتذِرُ

فَـامْسَحْ دُمـوعَ الأسَى عَنْ لَحْجِ يا نُقمٌ
وحَــدِثِ الـصـبَ عَــنْ صَـنعاءَ يـا صَـبِرُ

كـــي لا تَـقـول كـمـا قَـالـوا: لـنـا سَـلـفاً
(مــاذا أحـدِّثُ عَـنْ صَـنعاءَ) واعـتَذروا

(مـاتتْ بِـصُندوقِ) بَـلْ مـاتوا بِـلا ثَـمنٍ
عِـشْرونَ بـالموت مـليونا قـد اعْـتُصِروا

.........
وجـــهٌ لـصـنعاءَ يـخـفي خـلـفَهُ صــوراً
وألـــف وجـــهٍ دنـــيءُ الـطـبعِ مـحـتقرُ

وبــــربـــريٌّ وصـــعــلــوكٌ ومــــرتـــزقُ
أعـتـى،وشـيخٌ لـصـوصيُّ الــرؤئ قــذِرُ

لــدارجٍ بــاتَ يـحسو الـنِفطَ فـانتفختْ
أمــصـارُهُ ،واسـتـوى بــل كــادَ يـنـفجِرُ

لــســافــرٍ والــبــغـايـا حـــولَـــهُ زُمَـــــرٌ
فـــي ثـكـنـةِ الـحـكـمِ بـالـقـوادِ مـنـبـهرُ

لــكــلِّ وجـــهٍ وجـــوهٌ فــيـهِ تـحـجـبها
عــنــا الــعـبـاراتُ والألــفـاظُ والــصـورُ

أهــل الـعـماماتِ بـالـتضليلِ كـم بـرعوا
يـضـلـلـونا بــمـا شـــاءوا ومـــا أمـــروا

لــو أن هـذا الـفضا طـوعاً لـهمْ حـجروا
عــنــا الــهـواء وبــيـع الــنـورُ والـمـطـرُ

تـدمي الـقصيدةُ كـف الـحبرَ إنْ ذُكِـرَتْ
صـنـعـاءُ فـيـنا وتـبـكي ذكـرهـا الـسـورُ

دع الـمـشـاعرَ تـحـكـي لـلـعـدى خــبـراً
فـالـشـعرُ يــنـزفُ مـجـروحـاً بــهِ خـبـرُ

غـنـيت أبـكـيت فــي حـبِّ الـبلادِ فـهلْ
(يا بن العميس) تساوى القلبُ والحجرُ

هـاهـمْ أقـامـوا لـذكـرى الـشعبِ مـأدبةً
وأنـــــتَ مــيــلادنـا الــغــنـاء والـــوتــرُ

وهــاهـو الــغَـولُ رأسُ الـعـامِ مـحـتفيا
بِـمُـلـكِهِ مـــن دمـــاءِ الـشـعـبِ يـنـتصِرُ

وهــاهـو الـشـعبُ فــي فـكـيِّ مِـقـصلةٍ
يُــرمَـى، وبـالـجـهلِ والــثـاراتِ يـنـتحرُ

مــا ضــاقَ بـالموتِ مـا اهـتزت لـهُ لـغةٌ
وضــاقـتِ الأرض بــالأمـواتِ والـحـفـرُ

.....

تـجـتاحُني يــا حـبـيبَ الــروحِ أسـئـلةٌ
فـيـها الـجـوابُ بـمهدِ الـحرفِ يـحتضرُ

مــاذا جـنى الـصبحُ كـي يـغتالَهُ غَـسَقٌ
قــبــلَ الـتـنـفُّـسِ لا شــمــسٌ ولا قــمـرُ

هـانـحنُ مـوتـى كـمـا شــاءوا بـلا أمـلٍ
فـمـالـذي بــعـد هــذا الـمـوتِ نـنـتظرُ ؟

...

يـا بـن الـعميسي جراحُ الشعبِ تنثرني
شِــعـراً، وتـجـمـعني الـشـطآنُ والـجـزرُ

لـحـظـي بـسـيـئونَ أنـفـاسي ربــا نـقـمٍ
ونــبـضُ قـلـبـي عــلـى أســـوارِهِ خَـمِـرُ

فــي جــرحِ مَـرّانَ رمـلُ الـكودِ مـرتديا
صـحـراءَ مــأربَ زادي حـيـسٌ يـا شَـمِرُ

فــــأيُّ ثــغــرٍ وأرضـــي شــبـهُ مـقـبـرةٍ
يـبـكي الـيـراعُ ويـرثـي الـشـعرُ والـوترُ

يـسـافرُ الـمـوتُ والـمـوتى عـلـى قــدمٍ
فــــلا حــــراكُ بــغـيـرِ الــســاقِ لا أثـــرُ

...

يـا بـنْ العميسي ضياءُ الحرفِ يخبرني
عــن حـالـكَ الـحالُ تـفصيلاً ويـختصِرُ

فـهـل لـحـالي وهــل لــي نـبـرةٌ ذكــرتْ
غــيـرُ الـــذي قـالَـهُ الـعـميانُ أو ذكــروا

قـد يصدقُ القولُ في أقوامِ ما نضجتْ
عـقـولُـهم كـــي تــعـي مـــا قـالَـهُ عـمـرُ

مـن أيـن لي الشعرُ قالوها وقد صدقتْ
نـبوءةُ الـجهل فـي قـومي ومـا حَـزَروا

يـا سـيدي هـا أنـا فـي الـحرفِ تـقرأني
غـيـما مــن الـبـوحِ فــي كـفـيكَ يـنـهمرُ

إشــراقـةٌ مـــن رؤى حــسـانِ يـحـجبُها
عــنـكَ الـسـلاطـينُ والأحـقـاد والـغـجرُ

مـجنونُ عـبلةَ فـي قـلبي وفـي فـرسي
وفــــي يــراعــي نـــزارٌ ثَـــم أو مــطـرُ

عـشرونَ عـاماً.. أغـنِّي الـحرفَ مـقتفياً
ظــــلا لـلـيـلَى وخـلـفـي يُـقـتـفى أثـــرُ

والـيـوم أرســفُ والـمـأساةُ لــي وطــنٌ
ولا أزالُ بــــدفـــئ الـــحـــرفِ أدثــــــرُ

ولا أزالُ بــأحــلامــي الـــتــي ذبـــلــتْ
كــمـا تــرانـي ولــيـداً حــيـنَ أحـتـضـرُ




Share To: