هي ليلى بنت لكيز بن مرة بن أسد، من ربيعة بن نزار: شاعرة جاهلية، قيل في خبرها: أسرها أحد أمراء العجم، وحملها إلى فارس، وحاول الزواج بها، فامتنعت عليه، وجاءها خطيبها البراق بن روحان، فأنقذها وتزوج بها، وهي صاحبة القصيدة المشهورة التي مطلعها: ليت للبراق عينا.. قالتها في أسرها.      
لَيتَ للِبَرّاقِ عَيناً فَتَرى

ما أُلاقي مِن بَلاءٍ وَعَنا

يا كُلَيباً يا عُقَيلاً إخوتي       

يا جُنَيداً أسعدوني بِالبُكا

عُذِّبَت أُختُكُمُ يا وَيلَكُمُ       

بِعذابِ النُّكْرِ صُبحاً وَمَسا
غَلّلِوني قَيِّدوني ضربوا

ملمس العفة مني بالعصا
والقصيدة برمتها لها أكثر من هدف؛ فمن أهدافها عندنا أنها قصيدة موثبة بامتياز،وقد نالت شهرة وذيوعا بشكل لائق؛ فهي قصيدة مغناة، توافرت فيها عناصر الشعر المغنى جميعا. وقد تحقق للقصيدة الغناء على مستوى لاقى تجاوبا مع الجمهور العربي، وأداها غنائيا المطرب إبراهيم حمودة، وأسمهان، وزينب يونس، ولحنها الموسيقار محمد القصبجي. وكانت القصيدة وقصتها رافدا للسينما المصرية. 
إن القصيدة من المباشرة والوضوح والسهولة واليسر في اللغة والأسلوب، وبما تحمله من مضامين أخلاقية وتربوية ثرية، جعلت الشاعرة وقصتها تحيا في نفوس العرب بشكل لافت للانتباه، فعكف عليها المطربون والسينمائيون ينهلون من معينها بقدر كبير. وتلقفتها الذائقة العربية بإعجاب وانبهار شديدين. في فيلم " أميرة الشرق"ثم فيلم "ليلى بنت الصحراء"، وللقصيدة حضور عربي منقطع النظير؛ لأنها تجسد البطولة العربية في عزة وكبرياء. وتعبيرا عن إعجابها بأداء أسمهان لهذه القصيدة قامت الشاعرة الكبيرة نازك الملائكة بتسمية ابنها الوحيد البرَّاق.
عندما تقع المرأة العربية في محنة الأسر، وتتعرض لامتهان جسدي بيّن، فإنها تلوذ إلى أقاربها وإخوتها الأقربين، تستنجد بهم، وتستغيث، لكن ليلى بدأت بالبراق خطيبها، فهو يقوم مقام الزوج، فلاذت إليه واستحثت نخوته ورجولته وعربيته، وتمنت لو أن له عينا فترى ما تلاقي من بلاء وعناء، والسؤال: لماذا البراق مقدم على الأب والإخوة؟ هل لأنه فارس فيثور لنجدتها؟ أم هو الحب الذي جمعهما؟ ولماذا بدأت بأمنية من الصعب تحقيقها(ليت)؟ 
الصورة في الشعر الجاهلي عموما تنهض بالحسية والمادية، فهي قد اختارت صورة من الواقع الحسي الملموس، لتصل إلى عين المتلقي وقلبه معا، فالشاعرة تدرك ما الذي يستثير العربي، ويستفزه حماية لها، فراحت تتقرب إلى البراق بتقديمه على أهلها وذويها، استنفارا لمشاعره، وتأججا لعواطفه، ولذا قدمت نموذجا يحتذي في الذود عن الشرف.



Share To: