تعدّ هذه القصيدة من أشهر قصائد الشاعر محمد مهدي الجواهري، والمناسبة التي قيلت فيها معروفة, وهي قصيدة طويلة للغاية, تصل إلى المئة والثلاثينَ بيتاً, وبيت القصيد الذي اشتهرت به هو:
أنا حتفهم ألجُ البيوتَ عليهم أغري الوليدَ بشتمهم والحاجبا
وفي تفسير البيت نجد أن الشاعر اختار الوليد, وهو الخادم, والحاجب, وهو البوّاب, لشتم أهل الدار, وهما من عمّال الخدمة، ويمضي الشاعر في قصيدته:
ولقد رأى المستعمرونَ فرائساً
منّا, وألفَوْ كلبَ صيدٍ سائبا
فتعهَّدوهُ , فراحَ طوعَ بَنانِهمْ
يَبْرُونَ أنياباً له ومَخالبا
أعَرَفتَ مملكةً يُباحُ "شهيدُها"
للخائنينَ الخادمينَ أجانبا
مستأجَرِينَ يُخرِّبونَ دِيارَهُمْ
ويُكافئونَ على الخرابِ رواتبا
مُتَنمّرينَ يُنَصّبونَ صُدورهُمْ
مِثلَ السّباعِ ضراوةً وتَكالُبا
...
أكثر من مئة وثلاثين بيت كان الشاعر القديم مضطرّاً لفرشها أمام القارئ كي يجلب انتباهه لبضعة أسطر فيها, أو ليكون صوته مدوّيّاً في بيت القصيد فيها. أما الحتف, وهو الهلاك الذي توعّد الشاعر به الخائنين, الخادمين أجانبا, فهو لم يكن جادّاً به, فماذا ينفع القذف الذي يقوم به الحاجب وخادم أهل الدار في مصيره؟
القصيدة إذن هي من _ بطولات_ الشعر القديم التي لا تمثّل الواقع بأيّ صورة...



Post A Comment: