قراءة انطباعية أولية : 2019.

"أنظر إليك ولا أذكر أني لا أعرفك ،لا أدري أين لم أرك من قبل ،هل لست تتعمد ألا تتبعني في كل مكان ،في كل وجه؟ تشبه الأشياء التي لا تشبه أحدا ،بماذا تراني أشبهك كي أتذكرك وأستطيع أخيرا تذكر نسيانك ؟
أخشى أني إن نسيتك سأنسى ما تريده نفسي" 

هكذا تفتح لنا أسطورة أڨمد : جواب بين نظرتين صفحاتها الأولى ، فتخطفنا بدهشة الأسئلة، حينما تصفحتها أول مرة شعرت بأنني مع موعد مفاجئ مع أفكاري، مع قصة تحمل في طياتها كل شيء بشكل مختلف، الحب و الرومانسية القوية، الأساطير المشوقة، التي تنمي بداخلنا فضول التطلع و الهروب الي الخيال، الأسلوب السلس و السهل الممتنع الذي يجذبني الي الروايات، حيث يعتمد كاتبها على الزج بك مباشرة في عمق الأحداث معتمدا على الوصف الدقيق لكل مظاهر الحياة داخل تأثيث زماكانية روايته، فيترائ لك كل مشهد حيا، كأنه شريط سينمائي تشاهده و تسمعه و في بعض الأحيان يصل بك الاندماج الي تذوق طعم الكلمات في حلقك، و استنشاق عطور الذكريات و ملامسة آثارها القوية بحواسك الخمسة ثم التطلع الي ما خفي منها عنك و التوقع بحاستك السادسة!
"نحن لا نملك أنفسنا صحيح ؟
كيف يمكن لشخص ما أن يمنح نفسه لشخص آخر ؟
_يجب أن تعرف نفسك أولا...
_كيف أعرف نفسي ؟
هنا ستجد كثيرا من الأسئلة ولا جواب!
بين الكم الهائل من التساؤلات وجدتني فعليا أتعرف على نفسي ،ثم أجهلها مجددا". 
هل نحن نحن حقا أم أننا من اخبرنا الآخرون أننا عليه ، هكذا... و بعد كل مقطع، أتوه فيه داخل حوارات الرواية و بين شخوصها،و فصولها، أجدني أقول بصوت عالٍ لنفسي...
داخل هذه الرواية سيجد كل الناس أنفسهم بشكل أو بآخر ، كنت أخاطب انعكاسي في المرآة، بينما توقفت لبرهة لألتقط أنفاسي ثم أواصل القراءة!
هل يتغير الناس مع مرور الزمن ، هل يريدون ذلك حقا أم أنه تغير مفروض عليهم؟
ما جدوى أن نتساءل، و كيف لنا أن نعرف أسباب تغير الإنسان، هل يغيرنا الحب أم نتغير لأجل أن نحب، أم أن الحب بذاته ثبات مستقر، تتغير الأمور حوله و لا يتغير؟ و غيرها من الأسئلة الوجودية التي أصبحت هاجسا ينتابني، بل استيقظت فيّ لأنها كانت موجودة و بشدة، ثم صارت أحداث الرواية محفزا لها لتخرج عن ركودها و تبحث بداخلها عن أجوبة.
داخل الأسطورة ثمة حيوات مختلفة متداخلة و قوية، صراعات الخير و الشر، التي لولاها ما قام أو وجد العالم، بكل الاجحاف و بكل الاختصار، بينما أحاول أن أكتب كلمتي هذه عن الرواية حريصة أن لا أكشف سرها كله، حتى لا أفقدكم التشويق الذي حصلت عليه، سيتحتم علي أن أصفها بكلمة واحدة هي ممتعة... ستكون رحلة أنيقة، تسافر بكم منكم إليكم عبر شخصياتها الجميلة،التي ستشعرون تجاهها بكافة العواطف، فبينما تريدون أن تكونوا بعضها، ستحبونها و تهيمون بها،ستكرهون بعضها كذلك ، بينما ستتعاطفون مع غيرها، و قد تذرفون الدموع لا محالة... و تشعرون بالكثير من المشاعر المتناقضة مرة واحدة!
أسطورة أڨمد أعادت اليّ الثقة في أن هنالك ابداعاً مختلفا سيخرج إلى العالم عبرها... ثمّ شعرت، فجأة بالحزن لأنني وصلت إلى نهايتها، لكنه سرعان ما انطفأت جمرته بقلبي عندما عرفت بوجود جزء ثان منها...
كل التوفيق أتمناه لكاتبها" بلغنامي عبد الرحيم" ، الذي اهنئه على خياله الخصب، و قدرته الكبيرة على حبك الأحداث بطرق عديدة مشوقة، أتمنى أن تنال ما تستحقه من صدى و إقبال جماهيري، و أن تصلنا الأجوبة ... تلك الأجوبة التي نهرب منها مرارا... حتى الأسئلة لابد لها دوما أن تطرح!


رابط تحميل الجزء الأول من الرواية   ضمن مكتبة النور
👇👇👇👇👇👇👇👇👇

رابط قناة اليوتيب الخاصة بالكاتب :
قراءة ممتعة و تحياتي 





Share To: