لا يمكن حصر السرد القصصي في ثنائية الحلم والتأمل في قصص/ إغماض العينين /للكاتب لؤي حمزة عباس فالسرد بطبيعته شبكة عنكبوتية متداخلة وهو يتسلل ليناقش كل شيء برهافة دون زعيق، أو مباشرة مجرد صوت حلمي داخلي رهيف يشير فقط للأشياء التي تموت والرغبات، التي لم تتحقق والخوف الذي يأكل إنسانيتنا ليحولنا لكائنات باردة فاقد للحياة ، فكل إغماضه يتذكر السارد ليتألم من الواقع الجلف القاسي، من توحش الإنسان، وانسحاق الفرد وتفسخ القيم، وتحول الموت لجزء من روتين الحياة في حديقة البيت، بجوار السور، في الطريق العام، في النهر، أو يتأمل دورة الحياة والموت والكتابة، والأشواق، والعزلة ولأن الكتابة توق للحرية فهي بداية أسئلة الكاتب هل الكتابة تنبت من الألم، هل الألم بوتقة لانصهار الكتابة هل الكتابة جرح كما يقول جان جينية ،أم عزاء ورجاء، لا نعرف ولكن الاستمرار في الكتابة، رغم كل هذه الألم فعل ميتافيزيقي، أو مازوخية، يتأمل الكاتب اغتراب الإنسان في قصة اتصال ثم يفتح عينيه ليتأمل الجسد وكأن الجسد مشارك وفاعل في ما وصل ألية جسد للملاحظة والدهشة والسؤال ماذا جنيت لكي أحمل هذا الجسد؟ هذا الجسد سيظل مرتبط بالموت، وغياب النشوة والبهجة حتى لحظات السعادة المسرقة من الطبيعة حيث كان يسير في البستان يجد جثة
كان سعيدا بالسير بين البساتين، يتوقف بين وقت وآخر لينزل مستنشقا هواءها المشبع برائحة الثمار فكر في أن يغسل وجه حين رأي جثة مرمية على طين الساقية، قدماها حافيتان، يداهل وأعلى رأسها في الماء كأنها نزلت لتشرب، حين أمسك قدميها تأكد أنه لم يمر على موت صاحبها وقت طويل ثبت رجليه وسحبها إلى كتف الشارع الترابي، ملأ قنينة بلاستيك في الماء وصبه علي وجهها، رأي ثقوب الاطلاقات عميقة ومحددة، فتح باب الحوض ثم رفعها بجهد، كانت قد بدات تتجمد ، ليتركها علي الحديد المضلع، مرة أخري لفحته رأحة البساتين وقد عاد ليغسل يده بماء الساقية
إن هذا المشهد يبرز براعة الكاتب في استخدامه للغة فلا دراما زاعقة فجه ولا استخدام مفرط في الوصف ولكن عالمقاس بالضبط لغة مثالية كما انه يقول في النهاية الحياة أقوي من الموت.
هناك تنازع دائما بين الحلم والكابوس، أو مزج بينهم ولكن يظل استخدامهم دون إفراط لا في المناخ المبهج ولا في السوداوية القاتمة ولكن يظل دائما علي الحافة
يعيد طوال المجموعة بناء أجساد ميتة ضمن شبكة علاقات ليعيد إضاءتها مرة ثانية، بطانية تنشع بدم جثة، عين تظل مفتوحة علي الفراغ، رأس مخرمة برصاصات، جسد مرمى في وسط الطريق، جسده الممزق، والملتئم /
جسده الحلم والحب والدفء والعاطفة السخية،




Post A Comment: