تَرْتِيلُ حَرْفِي كَالْفُرَاتِ طَوِيلُ
يَا أُمَّ دِجْلَةَ وَ الْعِرَاقُ أَصِيلُ 

هُوَ كَعْبَةُ الْأَحْرَارِ مُنْطَلَقُ الرُّؤَى
وَ هُوَ الْكَرَامَةُ فِي الْعَطَاءِ نَبِيلُ

بَغْدَادُ يَا وَجَعَ الْعُرُوبَةِ يَا صَدًى
مَازَالَ صوْتُكِ رَاسِخًا وَ يَقُولُ 

يَا أُمَّ أَلْفٍ كُلَّ مَا أَنْشَدْتُهَا 
نَبْضُ الْفُؤَادِ عَلَى الشِّفَاهِ يَسِيلُ

بَغْدَادُ مَا اِنْطَفَئَتْ مَلَامِحُ زَهْوِهَا 
رَغْمَ النَّزِيفِ طَرِيقُهَا مَوْصُولُ

وَ لِعَصْرِهَا الذَّهَبِيِّ غَنَّى  نَاظِمٌ 
لَحْنَ الْحَيَاةِ وَ فِي الْعِرَاقِ  يُطُولُ 

أَ مَدِينَةَ الْمَنْصُورِ نَجْمُكِ بَازِغٌ
حَيْثُ الرَّصَافَةُ وَ النَّدَى مَأْمُولُ

وَ الْكَرْخُ  مَعْرُوفٌ  بِكَثْرَةِ تَمْرِهِ
رَمْزُ الْجِنَانِ وَ بِالنَّسِيمِ عَلِيلُ 

بَغْدَادُ هَارُونَ الرَّشِيدِ حِكَايَةْ 
مِنْ أَلْفِ ذِكْرَى وَالزَّمَانُ  جَمِيلُ
 
بَغْدَادُ قَدْ نَفَضَتْ ظَلاَمَ عُصُورِهَا 
حَتَّى لِتُشْرِقَ مَجْدُهَا إِكْلِيلُ

وَ لْيَنْتَصِبْ فِيهَا مَقَامُ فُحُولَةٍ
لِإِبْنِ الْحُسَيْنِ فَحَرْفُهُ تَأْصِيلُ

وَ أَبُو نُوَاسٍ مَا يَزَالُ كَأَمْسِهِ
بِالْكَأْسِ مُنْتَشِيًا  يُدِيرُ شَمُولُ 

بَغْدَادُ تَبْقَى رَغْمَ كُلِّ جِرَاحِهَا 
مِثْلَ النَّخِيلِ وَ عِضْدٌهَا مَفْتُولُ

بَغْدَادُ يَا أُمَّ الشَّهِيدِ وَ حُلْمُهَا
أَنْ تَرْتَقِي رَغْمَ الْعُدَاةِ تَصُولُ

الْلَّهُ  يَا دَارَ السَّلَامِ أَقُولُهَا 
مِلْئَ الْفُؤَادِ فَحُبُّهَا تَنْزِيلُ

لَوْ جِئْتُ يَا بَغْدَادُ قَبَّلْتُ الثَّرَى
فَهْوَ الْعِرَاقُ الْقَائِدُ الْمَسْؤُولُ 





Share To: