الرحمه صفه من صفات الله سبحانه وتعالي، وهي اكثر الصفات تكرارا وورودا في الكتب السماويه. فهو سبحانه وتعالي أرحم الراحمين، فالرأفه والرحمة من صميم صفاته، تتنزل بها النفحات الربانيه والرحمات الالهيه علي عباده فتجد مع كل ضيق فرج، ومع كل بلاء وفقد لعزيز أخذ حكمه يعقبها فرح. فما أبكاك إلا ليفرحك، وما أخذ منك الا ليعطيك. ففي منعه حكمه وما أخر عليك شيء تتمناه إلا ليبهرك بجزيل رحمته وعطاياه. 
(مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) وما أرسل رسولنا إلا رحمة للعالمين فالرحمة والتراحم هي اساس وعصب الحياه. فعندما غابت الرحمه تغير المجتمع  وتصدعت اواصره. أصبح كالغابه يأكل فيها القوي الضعيف، وقست القلوب وتحجرت وظهرت جرائم لم تكن معتاده وغريبه علي مجتمعاتنا، من قتل الابن لابيه او لامه من أجل حفنة أموال. قُطعت الأرحام وتباغضت النفوس. فكم من أطفال أُلقيَ بها في صناديق القمامه. وكأن عهد الجاهليه يُبعث من جديد. وتبادرت إلى ذهني سريعا الأيه الكريمة (وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ .بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ
ومقاطعة الاخ لاخته والأبناء لآبائهم، نري مشاهد كثيره في الأزقة والطرقات لمحتاجين ومساكين وأطفال بلا مأوي، فلا تحن لهم قلوبنا، ننظر إليهم كأنها مشاهد عاديه اعتدنا عليها ونسير وكأننا لم نري شيئا ولم نعد نبالي. 
تجمدت قلوبنا وقست وأصبحت كالحجاره بل أشد منها قسوه فمن الحجاره ما يتفرج منها الانهار والعيون. 
 اين الرحمة يا أمة محمد؟ 
أين الرحمة يا أمة رسول الرحمه؟ 
ماذا حل بنا؟ أهى آفات آخر الزمان أم هي قلوبنا قد تحجرت؟
ولا حول ولا قوه إلا بالله لقد وصل بنا الأمر إلى التعجب من تراحم الحيوانات فيما بينهم، وعلينا نحن البشر تعجبنا من رحمة الحيوان بصاحبه وكأنها أصبحت معدومه الوجود بين من كرمه الله وجعله خليفه له في أرضه. 
ماذا حل بنا؟ ماذا أصابنا؟ لماذا أصبحنا هكذا  نقوى على الأضعف منا، والأضعف يقوي علي من هو أضعف منه؟ 
أين التراحم بين الزوج وزوجته و بين الابناء وابائهم؟ 
أين نحن من أخلاق ورحمة نبينا صلى الله عليه وسلم في بيوتنا ومع أزواجنا وزوجاتنا وقول رسولنا الكريم  (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تراحموا) علينا النظر لتلك المشكله المرضيه سريعا من علماء النفس والاجتماع والدين، علينا بالرجوع الي الله وتعاليم اسلامنا فلا تنزع الرحمة الا من شقي. فقسوة القلب تعني البعد عن الله عز وجل وتؤدي الي الشقاء فقال تعالي (فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ) وقول رسولنا الكريم (وإنَّ أبْعَدَ النَّاسِ مِنَ اللَّهِ القَلبُ القَاسي.) تراحموا فيما بينكم اصفحوا واغفروا وتسامحوا، فالرحمة دليل علي رقة القلب، ورقة القلب علامة علي الايمان. فمن لا رقة له لا ايمان له، فمن لا يرحم لا يُرحم، فالشفقه والرحمة بالآخرين أمر يحبه الله (الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). 



Share To: