Chantal Thomas
  (كاتبة ومؤرخة فرنسية  معاصرة ١٩٤٥حاز كتابها Farwell my queen على جائزة Femina عام ٢٠١٢ وجسد في فيلم من بطولةDiane Kruger et Lea Seydoux).
 تقول هذه الكاتبة "إن الكتاب ،عندما نفتحه ، يشكل بصفحته المتجهة نحو السماء الملجأ الأكثر أمانا"...السؤال هو مما يحمينا الكتاب..طبعا غير الجهل، أعتقد هو يحمينا من عوالمنا الشخصية لا سيما في عالم يكثر فيه الإحباط هذا الشعور القاتل الذي قد يدفع البعض لسلوك عقيم يزيد الأسى...عالم معاصر عنوانه الأكبر "الفقد"...فقد الكرامة، فقد التعاطف الإنساني، فقد الحياة الكريمة، فقد قريب: زوج ، ابن غادر العش، صديق هاجر ،أو حبيب أقفل الباب خلفه...وربما وطن غادرنا...هذا الشعور الذي يميت فينا جزء منا..شعور مدمر إن لم نحتويه في عوالم جديدة او بعيدة وربما قديمة، عوالم بديلة تدعونا عبر صفحات الكتب الى تحليلها والعيش فيها ومعها ، التعلم منها والاحتماء بها من عوالم الغياب التي عددناها آنفا وغيرها من العوالم التائهة فينا بين حضور وغياب...الحاضر_الغائب، (والكتاب خير رمز له...عندما تبحث في مكتبة عن عنوان ما يعني الكثير لك وتجد أنه مستعار هو موجود ولكنه غائب!)فتخلق لك هذه العوالم البديلة "مستندا" تتكئ عليه فأنت تصبح بالقراءة شريكا في حبكة الكاتب..كل قارئ يصبح شريكا بالكتابة بحسب خياله و"تحليله" و"إعداداته"الشخصية المسبقة وهكذا تشعر ان الكتاب يحتاجك كقارئ لتثير عبره الأسئلة الكثيرة او لتجد فيه الأجوبة الكثيرة .لكن الأهم هو أن تشعر أن هذا الكتاب يناديك "حللني" لأنه يحتاجك...هذا الشعور بأن أحدا يحتاجك بمقابل حاجتك له كفيل ان يرمم "النقص" وحالة الفقد التي تحياها...لأن الكتب لا تؤدي مهمتها بتفسير الكون وكل ما هو موجود وحتى ما غاب الى غير وجود إلا بوجودك كقارئ..الكتاب هو نفي "الجحيم"  .وذلك لأن الكتاب من جيل الى جيل يعيد حبكة الكتاب ويتابع "خيط" معنى  الحياة الذي يساعدنا في ايجاد طريق الخروج من دوامة الجحيم والفقد والنقصان والذي هو ليس اكثر من فقد لمعنى الوجود وتبريره، الى نور المعنى والاكتمال به وفيه ....
صباحكم كتاب جميل...








Share To: