••••••
جسد ” مدينتي “ أخطبوط بعشرة أرواح
القطط جائعة على الدّوام
و الكلاب تُشرف على حركة المرور
•••
تعرف ” مدينتي “ حركة دائبة
الذباب يُنقّح قائمة أشهر مطعم بلدي
و البعوض يُلقّح أطفال مأوى ” مدينة الصّفيح “
•••
في ″ مدينتي ″ المقاهي توصي بسابع جار
و الجار يرتدي كرسيه الدافئ
لعلّ مؤخرة ما ترشف حثالة كوبه الباردة
•••
تُفرغ خمّارات ” مدينتي “ قواريرها على رؤوس شاربيها
و بالمساجد تلفزات و مكيفات هواء و رؤوس مطأطئة
عِبرة للشاربين تاركي ” مدينة الله “
•••

تتباهى ” مدينتي “ بعلم العمران
فالإسمنت المسلّح يجاور القصدير الأعزل
و الضواحي تبني أوكارها كل موسم غَلّة / غُلّة
•••
شوارع " مدينتي " خالية من علامات الاهتداء
فالكلّ متكدّس بعضه على بعض
و فقط يافطة شاردة ترحب بزوّار " مدينة التيه "
•••
التاريخ في ” مدينتي “ فقط أسماء شوارع
الجغرافيا سيدة الأمكنة
و السياسة تتاجر في أسواق ” مدينة الخوف “
•••

” مدينتي “ تبتلع السماء
يخجل منها المطر
فكلما أمطرت كحّت العصافير و تألّمت المواسير
•••
البحر في ” مدينتي “ يبيع السمك لغرْقاه
المقابر مِلاءٌ بعلب السردين
و المجانين يتأبّطون أكفانهم خوفا من الحياة
•••
لليل في ” مدينتي “ نساؤه و رجاله و أطفاله
يتسكّعون على مشارف اللبيدو
باحثين عن غطاء لِ ” مدينة العَراء “
•••
للصباح في ” مدينتي “ نكهة مغايرة
الفئران تغادر جحورها نحو ” مدينة النفايات “
و المدارس تفتح أبواب سجونها لبراعم ” مدينة المجهول “
•••
لكلّ فصل في " مدينتي " مزاجه
الصيف صفراوي / الخريف بَلْغَمي
الشتاء سوداوي / الربيع دموي

•••
لكلّ عيد في " مدينتي " قداسته
في الفِطر تُخمة / في الاضحى غثيان
في الهجري أمداح / و في الميلادي أقداح
•••
” مدينتي “ تُفْصِح عن هويتها /

أنا ” مدينة المدن “ /
لم أتتلمذ عن ” أغورا “ /
لا أزور المتاحف ، المسارح و دور السينما /
لا أنشد الأشعار /
صخبي يفوق الموسيقا /
تضاريسي عصيّة على أن تُرسم /
جسدي تائه / يراقص ظلاله / الباحثة عن تَشَيُّئِها

أنا كذبة صمّاء /
أَأُؤَرِّقُ / أَخْنُقُ / أخيف / أجور / أوهم / أسَفِّه / أرتجل /
ألوّث / أعبث / أُزَنّي / أغتصب / أُسَرِّقُ / أُجَرِّم / أخدّر ...
فلا قواميس تمنع تَشَكُّلَ ” مدينة اللامعنى “
••••••




Share To: