المطر والرياح ولامع البرق لم يوقف الشباب ليلة أمس من مواصلة الرقص على أنغام الموسيقى، أضاف رذاذ المطر للرقص انتعاشة الطرب، احتفاء بأحد شباب القرية عريسا
هل تعرفون سر سعادة الدراويش وخروجهم من ذواتهم إلى الفضاء الرحب اثناء دورانهم حول أنفسهم، إن همومهم تتساقط من ارتعاشة أجسادهم، هذا ما يفعله الرقص يا سادة.
لننسى أن الحياة كذبه مزخرفه، لنعبر المتاهة حد النهاية ولنرقص قليلا كفعل عبادة وتصوف، للطرب هالة من نور تغمرك، لا تعرف هل هي من تجذبك أم أنت من تميل إليها، تجد أقدامك تتراقص مع بعضها بدون إذن منك، تحشر جسدك وسط الراقصين بفضول من لا يعرف، سوى محبة مشاركة صديقك فرحته
يقول المتصوفة أن "الصلة بين العبد وخالقه تنشأ عندما يقوم الراقص أو اللفّيف، برفع يده اليمنى إلى الأعلى وخفض اليسرى إلى الأسفل متخففا من كل شيء بقصد الصعود إلى ربه."
كنا منذ أقل من ساعة نرقص في عرس محمد عبد الملك السراجي ونبتهج ونطلق الألعاب النارية، ونفرح، نحن محرومون من الفرح يا صديقي لكننا سنصعه ولو من العدم، هذا صديق يستحق الاحتفاء، سنرقص في حضرته وسيصفق ويضحك وينتشي ويشاركنا الرقص أيضا
وضع الشباب السماعات والموسيقى، بسطوا السجاد على الأرض، علقوا الزينة واللوحات القماشية، هكذا ببساطة بدون أي تكاليف ولا تكلف، ورقصوا وقالوا المجد للحب، المجد للربيع، ولمحمد...
محمد شاب جميل الروح، عرفته عن قرب، مغامر أحيانا، لا يطيق الانتظار هو من النوع الذي لا يكترث بالتخطيط والانتظار، يرى كل وقت هو وقت مناسب، عرسه سيكون غدا وكل حب في الصيف تباركه الطبيعة.



Post A Comment: