بعد اربعين يوماً من رحيلها وقف امام منضدة الزينة امامه تنتصب علبة الجل الذي يستخدمه لتثبيت الشعر الجانبي على صلعته السمراء،تذكر صعوبة الاربعين يوماً وطقوسها الاجتماعية المملة المكتنزة بالكذب والرياء من البكاء والعياط الكبير الى انتظار الاهل والاقرباء الى الغسل ثم الدفن ،وتوفير النقل والطعام للمشاركين في عزاءالفاتحة ثم الثالث والسابع واربعة خميسات متكررة ثم يوم الاربعين والرحيل الى القبر لزيارته.اليوم فقط يشعر بالهدوء والغياب الفعلي لها فالبيت عشعش فيه الهدوء منذالصباح حتى انه استطاع ان يسمع طيورالحب وهي تغرد فسارع لوضع الطعام لها ثم نظر الى الاصص اليابسة التي كانت تتولى رعايتها زوجه فراح يسقيها بكل نشاط،بحث عن مشطه الجوزي الذي قفده منذ فترة راح يبحث عنه بين الاشياء المعثرة على منضدة الزينة او المعرض الصغير الملحق بها وبين الفتحة المتروكة بينه وبين المنضدة وجد مشطه الجوزي،وفي الحال تذكر كم تعارك مع زوجته لانها تكرر استعمال مشطه وتترك شعرها عليه فيذهب اليها وهي في الصالة منهمكة بعمل ما فيعاتبها غاضبا ويعود ضاحكا بعد ان تقول له اليس نحن شركاء في كل شيء وهذا المشط شيىء، الآن سحب المشط بهدوء ونظر اليه رأى الكثير من شعرها على المشط قربه اليه شمه ثم قبله ،وعلى ورقة بيصاء لقصة لم تكتمل بعد راح ينزع الشعيرات من المشط بكل قدسية ثم يطوي عليها الورقة ليحتفظ بها قريبا تحت وسادته بعد ان اضاع خصلتها الكستنائية التي قصتها له يوم كانا يحبان بعضهما.



Post A Comment: