سألني صديقي الشاعر
- كيف هو الأوكسجين في عاصمة روحك؟

- لازال مخنوقا، تلك السحابات السوداء تطفو فوق رأسها  تكبلها ماديا، معنويا وفكريا ككل بقاع العالم. تحاول التخلص من هذا الجو الثقيل. 

- آه من الغيوم الهاربة وهي تصحو باكرا.

- وكيف هي طنجاك العالية؟ أعلم أنها تعاني؟

- طنجة تقترب من خط الرجعة، ومع ذلك هناك حيوات بصيغة منهى الجموع.. طنجة لا يمكن أن تستسلم لنداءات الخوف على الرغم من قوة الفتك.
لديها خياط ماهر يرتق ثقوب العالم فيها،
لأنها عالية بما يكفي تخجل أن تنزل إلى الأرض كي لا تسحقها ألأقدام.
كما لو كان الأمر أشبه بطفلة تتعلم الغطس بزعانف مطاطية.

- مدينة تسكنها أرواح ثائرة مبدعة لا يمكن إلا ان تسخر من مرور ضيف ثقيل، 
أما عاصمة روحي فقد بدأت تنزع عنها ثوب التراث المعتق برائحة التاريخ لتلبس دروعا حديدية  باسم التطور ومسايرة العصر والأنوار. تمنيتها أن تبقى عارية عندما نزعت عنها تاريخها، على الأقل ستبقى فاتنة في عريها.

- آه من العري أنه يعيدنا إلى أصل الحكاية بداية الصحو الجميل، وحين نفقد جرأة الصراخ يقلبوننا كي نرى العالم من الأسفل
هل سنرى العالم مجددا من الأسفل بعدما صحونا ورأينا استدارة القارات؟
تقرئين بالحبر الصيني ما لا يقال!

- وتُشَفِّر الحبر الخفي بِزَنْدِه بالنار

- شريرة!

- مسالمة

- يا بيبة أفترض أن الرقص مقابل الجنون هو ما تبقى لنا وسط هذا الركام من الصور.

- أحب الرقص في كل الأماكن صديقي الشاعر حتى العارية منها إلا من موسيقى تملأ الأماكن حتى الانفجار وحيث كل الحواس تتشابك في فوضى متناسقة.
أما الجنون فهو نعمة لا يفقهها إلا المبدعون فمرحى بالرقص والجنون وحبذا لو التقى الإثنين معا عندها سنسموا.

- رقصات عارية على إيقاع حواس كعبك العالي...
وحدها الموسيقى تجعل أشياءنا تنمو خلسة منا،
أعلم أن الانفجارات الهادئة تحدث صوتا في القصيدة تتشابك معه بعدها كل مطارق الكون،
فقه الرقص، سلالة النبيذ 
خشخشة الأصابع،
زحف زغب المياه الراكدة،
يا بيبة الشعراء أصابعهم خطيرة 
وخاصة حين ترقص النجوم في عيونهم صباحا قبل المساءات المقمرة.

- انفجار صمت الشعراء يزعزع كيان الآلهة فبالأحرى تلك الكائنات الصغيرة المضيئة في خجل العذارى منبهرة  مندهشة باستمرار كطفلة.

- أحب مخالب الطفلة،
تخدش حياء اللغة.

- بل تقشره 
          تعريه 
             تعصره حتى تفرخ زهوره وأشواكه...
...💕
#في_صمت_الحكاية



Share To: