في الذكرى العاشرة لرحيله (12 أوت 2010 - 12 أوت 2020).. 
في مثل هذا اليوم رحل الكاتب الجزائري الكبير الطاهر وطار، والذي يعتبر أحد المؤسسين الأوائل للأدب الجزائري الناطق باللغة العربية؛ كتب في القصة والمسرح والرواية، وكتب عددا كبيرا من المقالات في الصحف والمجلات الجزائرية والعربية.
لم يكتف عمي الطاهر، كما كان يحلو للناس تسميته، بالكتابة والإبداع، سرعان ما انتقل إلى مرحلة أخرى مهمة جدا، أخذت منه وقته وجهده وصحته؛ مرحلة تجسيد الفعل الثقافي ميدانيا، أن يصير المثقف عضويا بتعبير غرامشي، أن لا يبقى حبيس مخياله، أن يتحرك، أن يساهم بنصيبه؛ هكذا أسس جمعية ثقافية أسماها "الجاحظية"، كانت عبارة عن شعلة وضّاءة، كسّرت رتابة ثقافية طال أمدها، وبعثت الأمل بنجاحها في المبادرات الفردية والجماعية، بعيدا عن اكراهات الرسميات.
هكذا كانت حياة وأعمال الطاهر وطار، حافلة بالنشاطات والانجازات والمواقف، التي رضي عنها البعض ورفضها البعض الآخر لحد الخصومة؛ فقد كان رحمه الله، كاتبا إشكاليا، مثيرا للجدل بكتاباته ومواقفه وتصريحاته.
في الغرب عندما تحل ذكرى رمز من رموزها، في الفكر والأدب، تتنافس هيئاتها الثقافية ودور نشرها الخاصة أو العمومية، في نشر جديد الكاتب المحتفى به، تحت عنوان inédit. جديده الذي لم يسبق نشره: مقالات، مخطوطات، حوارات... كان من الممكن أن نحتفي بأديبنا الكبير بشكل أفضل وأجمل في دلالاته ومعانيه، وذلك بنشر كتب له وعنه، فقد كتب الراحل، عددا لا يحصى من المقالات، وأجرت معه الصحف والمجلات الجزائرية والعربية لقاءات كثيرة جدا، كما أن لديه مخطوطات لقصص وروايات، كما صرح بنفسه، لم ينشرها لسبب أو لآخر.
---------
الإعلامي والمخرج الجزائري المغترب محمد الزاوي، سبق أن أنجز فيلما وثائقيا رائعا، عن الطاهر وطار، بعنوان "آخر الكلام"؛ حاور من خلاله عمي الطاهر، قبل رحيله بأيام قليلة، عندما كان متواجدا في فرنسا للاستشفاء. هذا الشريط الذي شاهدته أكثر من مرة وأثار إعجابي، يبوح فيه الطاهر وطار بمكنوناته، ويقول دواخله وأمنياته وعتابه وحبه للناس والأشياء. وقد فاز هذا الشريط سنة 2015 بجائزة النخلة الذهبية بالمهرجان الدولي للسينما بالإسكندرية.
---------
الفيلم الوثائقي "آخر الكلام"؛ سيعرض سهرة اليوم الأربعاء، ولأول مرة، في التلفزيون الجزائري، القناة الأرضية، في حدود الساعة التاسعة ليلا ( 21.00 ).
---------

      الصورة ملتقطة من الفيلم الوثائقي "آخر الكلام"،               للمخرج الصديق: Mohamed Zaoui







Share To: