١٣ أبريل.. أربيل
يا ابنةَ الليل؛ 
كيف تسرين بينَ آلافِ اليارداتِ طيفاً، تجمعينَ نعاسَ البشرِ أجمعَ وتنثريهِ قصباً في سقفِ غرفتي، تصطادينَ أمنياتي وتُخضعينَ البعدَ ما بيننا ليبدو عاجزاً بتجلِّيكِ بينَ قبلةِ الجفنين.. 

على مرآةٍ أحاكي بها تململي من الغربةِ لمحتكِ تتلصصينَ من زاويةِ عيني -خوفكَ عليَّ مني يأسرني في حدودِ الأوهام- وما أن أمسكتكِ خلفَ هدبٍ متطرِّفٍ حتى هربتِ لقلبي من جديد.. 
لا أنكرُ بأنني تحايلتُ عليكِ كثيراً، وادَّعيتُ الشُّرودَ لألتقطكِ وأخطفكَ ثمَّ أقطفكِ من بصري لكفِّي، لكنَّك تبرعينَ في الغمَّيضةِ أكثرَ مني، تجعلينَ قلبي متخماً بكِ وتختبئينَ عن عيني سنيناً عجاف، بينما يدي تتضوَّرُ جوعاً لاحتضانك وعقلي يفيضُ بكِ على شكلِ مسودَّاتٍ ونصوص.. 

في ساحةٍ أمويَّةٍ وأعمدةٍ عاليةٍ تنصبُ أدعيتي تجلَّيتِ بفستانٍ أبيضَ وطارت من حولكِ مئةُ حمامةٍ بيضاء، هامتْ حولنا في دائرةٍ تضيقُ بالسيرِ الملتفِّ نحوَ بعضنا البعضِ حتى ما التحمتْ أيدينا فأضعلنا فأرواحنا، وعلقنا في دوَّامةِ الحمامِ الهائمِ بيننا.. 
كانَ قرباً تصافحتْ بهِ حتى الرُّموش وتناغمتْ بهِ نبضاتِ القلبين. 
أمسُ كانَ حلماً قصيراً أو فيلماً سينمائي لم تطالهُ أصابعُ الغربةِ ولم تشوِّههُ غيرتي من كثرةِ الوجوهِ حولك، لكنني أؤمنُ بأنَّ عرَّافةً مثلكِ لا تسقطها الأفكارُ سهواً في الأحلامِ إلًّا أنَّها تقتحمُ غفوتي بتمرُّدٍ لتحققَ أمنيتي باللقاء، وأنَّ أنثىً مثلكِ بعاطفةِ أمٍّ ستتخلَّى عن كلِّ الأشياءِ لتمسكَ فقط بيدي لجسرٍ يجمعنا في النِّهاية..  




Share To: