..... في دوامة الفراغ المهلكة
سرنا ندور ....ندور ....
في زحمة القاع الدي امتلئ
نخترق الحلقات المفرغة
نسارع الزمن كي يحضننا العدم
يستقبلنا الخواء بكلتا يديه
نودع الحلقة تلوى الاخرى
تضمنا بصدرها الشائك
ولا ندري اننا طلقنا الفراغ
لتلتف علينا شرنقته القاسية
تسحقنا بلارحمة
ليست كل الفراغات منفد للخروج
وليست كل الدوامات تصاحبنا
ترافقنا نحو الافلات من الدوران
صراخنا لم يعد يكفي
لهجران القاع السحيق
آهاتنا شارفت على الاضمحلال
الثأمل توارى بعيدا عن ضجيج المكان
خناجرنا كفت عن الانتصار لنا
وحناجرنا لم يعد يتسع لها الليل
كي تسنتجد بعنوان الوجهة
افتقدنا البيادر في شدة الحر
و الميادين في لجة المعركة
صرنا نمتشق خيولا مهترئة
شاخت قبل الاوان
لم يحن الوقت بعد لنترقي
لنسلك طريق العائدين
من دروب التيه المضني
التيه مابقي...وظل الحلم تبدد
تراخى ...ترهل ..حتى صار بلا معنى
لم يعد الامل يصاحب ظلنا
والنكسات ابت الا ان تضاجعنا
عند الرعشة ...عند الرقصة الاخيرة
في حيوات ماضينا البعيد
ماضينا القريب ....ماض يطل برأسه
من شرفة النكسة ...من نافدة الهزيمة
يلوح لنا بوشاح الشفقة على حالنا
على واقعنا المستمر نحو الكبوة
نتسلق سلم الانهيار هبوطا نحو القاع
فصار الصعود بالنسبة لنا
حلما يتسلل الى مراقدنا ليلا
يصافح اكترنا عشقا للارتقاء
يهدهد احساسنا ...
يدفعنا الى استباق اللحظة
لحظة الانتشاء القصيرة بوعد الانتصار
فتبقى اللحظات المسترسلة محض زيف عابر
وتبقى الامنيات رديفة لرماد المداخن
شقيقة صغرى للقيلولة العابرة....
توقف عنها قطار الحياة
فتسمرت في مكانها دون زيادة
لا أمل يحدوها في ارتياد محطات القطار
سقطت الاحصنة في مضمار السباق
فتعالت الاصوات بيننا .....
دعوها تسقط لا امل في السباق
لا امل في ركوب قطار المرحلة
شلت ايادينا وارجلنا لم تعد تقوى على الوقوف
ناهيك عن التنافس فوق حلبة الامم
دعوها تراهن على السقوط
فهو امتداد لماضينا المسترسل في الزمان
وهو انعكاس لملامحنا ....لوجوهنا الشاحبة
لاستمرار الغتيان فوق المنضدة
وهو ترهل جسد الخريطة ...اقصى وأدنى
أدنى وأقصى .....طولا وعرضا
لا بارودة اطلقت نحو هدفها المنشود
ولا حصنا دشن لرد العدوان على الحدود
ولا ناصية حلم قبض عليها في قعر الاخدود
تبخرت الاماني...تناثرت في صمت
تبددت الامنيات في تسلق سلم الصعود
لم يتبقى لنا سوى التباهي بكان ...وكان
...وكان ...ومن الممكن ان يكون ...
ومن الممكن ان نبني جسرا ممدود
ومن المحتمل ان تساهم يد الله
في انتصار المحكوم بالاعدام على المقصلة
ان تسحق القاع كي لا يزدحم بنا مرة اخرى
كي لا يمتلئ عن اخره بخيرة الامم
....سراب هو احتمالنا ....والعدم هو ممكناتنا
ليس الممكن هو الحقيقة ....
لان الاحتمال هو الرهان على الخسارة
والامنيات ادا لم تلتحم بالسواعد
ادا لم تنصهر ببوتقة العلم والعقل
سنضرب موعدا مع الهزيمة ...مع السقوط
في اعماق اعماق القاع ...ويكون الازدحام
خريطتنا نحو احتضان النكسات ... .....



Post A Comment: