نص : الفطحل.. بقلم أ . خليل قادر كاتب من سوريا

دائماً يفتخر بنفسه – أماميّ أنا الأميّ – على انه يجيد اللغة الانگليزية بكل طلاقة و متغوّر ببنْيانها ، و بفم ملّآن ، و كالدّيك المعرْم ، يقولها مجاهراً :

– أنا … الكثير من الانگليز لا يفهمون على لغتي الانكليزية …

قلت له بكل براءة و ربما عن جهالة بما يعلم هو :

– صديقي صديقي ، و لماذا لا يفهمون عليك بما انهم انگليز ؟

– صراحة ، انا منذ ان تعلمت اللغة الانگليزية ؛ قد اسّست في نفسي ، اللغة الانگليزية الكلاسيكية / لغة وِلْيَمْ شكسبير ، لذلك اغلب من يتكلّم الانگليزية لا يفهمون عليّ و على نطقيّ الفصيح بها …

– ااااه اوكي … 

في احدى سهراتنا العَرَمْرَمْية ، و الممتعة بالحوارات و بالهرج و المرج ، و قد كان من بين الحضور فطحل اللغة الانگليزية / الشكسبيريّ ، و صديق قديم لي و هو ايضاً مخضرم باللغة الانگليزية .

في السياق ، في منتصف السهرة ؛ عرّفتُ " الفطحل الشكسبيريّ " بصديقي القديم و العتيق باللغة الانگليزية ( مهنياً عرّفتهما ) و اضفْت و اوضحْت لصديقي القديم ؛ بان " صديقنا " فطحل من فطاحل اللغة الانگليزية …

قال صديقي القديم بشيء من التركيز  و باهتمام بليغ :

– يعني كيف فطحل ؟ ( و هو يتفحصّني بعينه الثاقبة )

من كثرة ما يكرر الفطحل كلماته تلك على مسامعي ، فقد حفظتُ درسي عن ظهر قلب ، و بدون اي تردد او تلكّأ ، على الفور قلت :

– يعني هو لغته كلاسيكية ، لغة وِلْيَمْ شكسبير …

فاشاح صديقي القديم بوجهه عني ، و خفف عني طاقة عينيه ، و استدار نحو الفطحل بوجهه و بعينه التي تخترق الافئدة و الابصار …

تناقشا حول امور الحياة و الارزاق ووو …الخ ، بعد عشرة دقائق من الإحْماء بالكلام العادي ، و بدون سابق إنْذار ، سأله باللّهجة المحلّية :

– منو هذا وِلْيَمْ شكسبير ؟

رد عليه فطحل اللغة الانگليزية بقليلٍ من الإرباك :

– هذا انگليزي .

– مؤكد هو انگليزي ، لكن من يكون وِلْيَمْ شكسبير ؟

بعد هذا السؤال ، إزداد معدّل إرباك الفطحل … و قال :

– انه ابو اللغة الانگليزية ( و سكت ، و كأنه فَصَلَ عن الكلام )

هنا ادرك صديقي القديم ، هزالة الفطحل و ضعفه المُبِين إلى حد الهشاشة ، وقال له :

– حسنا ، وِلْيَمْ شكسبير كم مسرحية كتب و مثّل ؟ دعك من كمية و اعداد و عدد المسرحيات ، ما ابرز و اهم اعمال وِلْيَمْ شكسبير المسرحية ؟ اذكر لي بيتاً واحداً من اشعاره ؟

فاصيب " صديقي الفطحل " بطوفان من التّعرق و الاضْطراب ، و قال بنبرة مختنقة و هو يكاد ان ينطفىء :

– وهل كان وِلْيَمْ شكسبير مسرحياً و شاعراً و ممثلاً … !؟ ألم يكن استاذاً للغة الانگليزية ؟