ألو ..
هل أنت على الخط ؟
أتسمعني ؟
حسنا هذه أنا ..أرجوك لا تقفل الخط ! أريد أن أصرخ أن أصيح أن أتقيأ كل الأوجاع التي كان علي أن أبتلعها يوما لزاما ثم سأرحل .
أعدك أنني سأرحل .أرحل إلى الأبد .فمن مثلي مقدر عليه بالبين والرحيل !
يكفي ..يكفي لن أدعي اليوم أنني بخير .لن أدعي اليوم أن كل شيئ يسير على ما يرام! فلا شيئ يسير على ما يرام ! لا شيئ بخير ، وأنا لست بخير !
أتسمعني ؟ أنا لست بخير !
مازالت الكآبة تغزوني كل يوم كالغبار ومازلتني كل ليلة أدفن رأسي بين فخذي احتجاجا على الحب الذي منحته أعز ما أملك ولم أجني منه غير الوجع والدموع ! ومازلتني أذرف الدموع !
حسنا أنا أنا الآن لا أبكي ،أنا لن أبكي ! قلت أنا لا أبكي ! 
صدقني أنا لا أبكي .كل ما في الأمر أن شيئا ما قاسيا داهم عيناي فأسال منهما دون قصد سيلا جارفا من المياه والأملاح !
أحس باختناق !
هل تسمعني ؟ أمازلت تسمعني ؟!
يقال أن لا شيئ أسمى في هذا الوجود من الحب .
فهل حقا يرتفع الحب أحيانا كثيرة بالإنسان إلى ذروة عالية ؟!
وهل حقا أن أبعد قرارتنا عن الصواب هي تلك التي نتخذها ونحن منفعلون ؟!
وهل حقا أن كل لحظة سعادة عشناها تستحق أن نضعها في الجراب الملون وأن نعتبرها حرزا نلوح بها في الأيام القادمة ؟
وهل حقا أن أخذ نفس بعمق يسبب سرطان رئة ؟!
وهل بإمكاننا هكذا دون سابق إنذار أن نجن ونخاطب الأرواح ؟!
وهل بإمكاننا أن نبكي هكذا فجأة دون سبب ؟!
وهل بإمكان أحدهم أن يتولى حضننا هكذا فحسب دون أن يكلفنا عناء التفسير ؟!
وهل بإمكاننا الصراخ هكذا بملء حناجرنا وكأننا نصرخ فيها للمرة الأخيرة ؟!
أواه كم يريحني الصراخ وكم يريحني البكاء بصوت مرتفع !ربما كان هذا مصير من ألفوا قطع جسورهم مع الخارج !
أتعلم ما الفظيع في الأمر ؟
ستظل القلوب مقهورة 
وستظل القبور مكتظة وكذلك المستشفيات والعيادات ولن يمنعنا ذلك من أن نأكل ونشرب ونتابع الحياة !
ألو... ألازلت معي؟ تسمعني ؟!
لا أدري أشعر برهبة تطن فوق رأسي كنحلة خرقاء 
أشعر برائحة ثقيلة تتمدد في الهواء 
اختلطت الأشياء كلها وامتزجت وتشوهت !
صمت شديد إلا من نغم متقطع 
كامو يئن :أنا الغريب!
سارتر يصيح: الآخرون هم الجحيم !
نيتشه يتأوه :أما أنا فقد كفرت بالحياة !كفرت بالحياة !



Share To: