دخلت بنتى علىَّ و هى تضحك و تقول لى يا أمى أهذه الصور لكِ قديماً
فأنتِ لم تتغيرى كثيرا
أخذت الصور أنظر فيها لأجد طفلة بريئة
لا تعرف التفكير ولا شئ يقلق راحتها
فنظرت لنفسى و قلت كم كُنتِ طفلة محظوظة.
فحظيتِ بدلال من جميع من حولك
و لكن لا يأخذ المرء كل حظوظ الدنيا.
فكبرت وعرفت البشر
و ما أداراك ما هذه المعرفة
تجعلك تكبر أكثر من سنك
فدروس الدنيا قاسية
و تترك علامتها على وجوهنا
كيف كنت أبتسم هذه الإبتسامة المليئة بالراحة و الإطمئنان
مر العمر سريعاً
ما شعرت بمروره.. فلو كانت فراشة تطير بجانبى لكنت أحسست بها أكثر من ذلك
و لكن أنا الآن قد إجتزت الخامسة والثلاثين من عمرى
فلا أعرف أين ذهب ما مضى منه ولا أعرف كيف مر
ولكن أثنى عليه، فالبرغم أنه مرّ سريعا إلا أنه ترك سيدة ناضجة عرفت الكثير في رحلتها و مشتاقة لمعرفة الأكثر.
ولكن ما أعاتبك يا عمرى عليه،
أنك بعد أن قدمت لىَ النضج أخذت منى راحتى،
و إبتسامتى الصافية الخالية من القلق و الخوف،
و رغم ذلك مرنتنى على إجتياز الصعاب و عرفت أن لكل شئ نهاية حتى الفرحة.
و أن من معك اليوم ربما يكون ضدك غدا.
وأن عدو اليوم ربما يكون صديقك المقرب بعد ذلك.
فلا يبقى شئ على حاله.
و عرفت أن الحياة مراحل نعيشها لنتعلم.
وعرفت أن أعتمد على الله وحده لأنه السند الدائم في كل مراحل حياتنا.
فعش كل مراحل حياتك بحلوها و مرها.
فليس العمر بعدد السنين التي عشتهاو لكن بعدد لحظاتك السعيدة فيه و ماذا تعلمت من لحظاتك القاسية.
ولا تنزعج من مرور عمرك.
فالأهم أن تعيش فيه و تترك أثر قوى يذكرك الناس به
حتى تبقى سيرتك الطيبة خالدة برغم إنقضاء عمرك.



Post A Comment: