رن جرس الهاتف المحمول، متلهفة أخذته و تطلعت إلى اسم الشخص الذي يطلبها بعد منتصف الليل. ...كان رقما مجهولا ...إرتبكت بعض الشيء. ....تذكرت انها قطعت على نفسها ألا تجيب عن مكالمة هاتفية من رقم مجهول الهوية. ...تركته يرن لبعض الوقت إلى أن توقف من تلقاء نفسه. ...إلتفتت إلى التلفاز لتتم متابعة الفيلم البوليسي....بطلة الفلم ترمي بهاتفها النقال و تهرول نحو باب الشقة. ..تفتحها و تنطلق نحو المصعد...ينطفئ الضوء فجأة و يعم الغرفة الظلام ...بكلتا يديها أخذت تتحسس المكان بحثا عن الهاتف المحمول كي تستخدمه لإنارة مؤقتة ريثما تبحث عن شمعة...رن الهاتف مرة ثانية مما سهل عليها العثور عليه ...نفس الرقم المجهول يطلبها. ...هل تهمله؟ و ماذا لو كان أحد معارفها غير رقم هاتفه؟ ماذا لو كان في أمس الحاجة لمساعدة منها؟ و من يدري قد يكون مجرما يتربص بها و يريد التأكد من تواجدها بالشقة؟ انه خلف الباب. .. هو من قطع الكهرباء! لا ينبغي أن تعطيه فرصة للانقضاض عليها....لن تجيب. ... يتوقف الرنين. ...تبحث عن الشمعة. ...تجدها....لكن بماذا ستشعلها و ليس في بيتها عود ثقاب و لا و لاعة غاز. ...حتى الفرن يوقد بواسطة الكهرباء. ....يا للمشكلة العويصة ...قد تفرغ بطارية الجوال من الشحنة الكهرباء...يرن الهاتف المحمول مرة ثالثة. ..قررت أن تجيب مهما كانت العواقب:
- الو...من معي؟
- أنا زوجك، اهاتفك من محمول صديق لي...تعرضت لعملية " كريساج" هنا بالدار البيضاء. ... سرقوا هاتفي و كل ما كان معي من مال...انا في مركز الشرطة لتقديم شكاية.... تصوري، الصديق الذي حدثتك عنه هو ظابط الشرطة. ...خطيبك سابقا!
خديجة ناصر
القنيطرة - 19/9/2020



Post A Comment: