ـــــــــــــــــــــــــــ 

كأن ترتديكَ روحٌ مرتَّقة
تبيع التذاكر لأجسادٍ أصابها الوهن
الكلُّ في سبات اللَّحظة 
يُراود الزمان عن صباه
وصبايَ كهولة الأرض وانقطاع الوحي
لا مكان آخر إلّا للغفلة
ووحدكَ 
تجلس في آخر مقاعد الاحتمالات
تقلِّبُ الأرقام كمومسٍ ترتِّب أسِرَّةَ الحاجة
لقادمٍ يخثِّر الوقت في أنين النطق

كأن تجد نفسكَ واقفًا بين الحنين والنسيان
تلطِّخ وجه غربتك بالألوان
تصعد مسرح العزلة 
وتقفز  تقفز كمهرج مثقوب المكان
تضحك ..كألف صياد سمك حالفهم الموت
ليعودوا بالحياة
وثمَّة بكاء خفيف في غلاصم انتمائك
يصفِّق العائدون إليك فِرارًا كتقاسم أرغفة الخبز

أنتَ جمهور نفسك 
أنتَ الممثل والحوار الضعيف لرواية
العبثيّة

كأن تمرَّ بقرب السعادة يومًا
فتصاب بالزكام 
صعوبة بالغة في استنشاق الذاكرة
فقدانٌ لرائحة الأم
وعرقٌ في مفاصل الظِّل

كأنَّ دمع القلائل في مأدبة الخرس
خلاخيلُ محاطةٌ بسيقان الرِّيح
ومبتدأ ينصب فخًّا لِخبرٍ مجهول 
كأن تساقَ إلى عربة الدمع
وكلُّ التهمة.. كلُّ التهمة تشابه حياة! 

كأنَّ كلَّ الموتى ينامون باكرًا  
يخلعون عناقيد السؤال 
ويرتدون عصارة الطمأنينة
ويصطفُّون حول الحياة كعرانيس الذرة
إلَّا أنا..سهرٌ يملي على النوم مواقيت نُواحِه
كراوٍ سئم ما يقرأه
أو كسهمٍ مكسورٍ تشحذه مبراة القلق

كأنَّ الغدَ فعلٌ فاضحٌ
لأمسٍ انتهك حرمة محكمة البديهيات

سأعود إليكِ رافعًا كتابي في يميني
كالبحر المفتون برائحة السماق 
أمجُّ حقول الكستناء في شموس عينيك
فكلُّ هذا العالم خديعة الوقت
إلَّا أنتِ الأحجية الأكثر صدقًا من تفسيرها.
ـــــــــــــــــــــــــــ 




Share To: