ويطلق عليه البعض الطلاق النفسي ففيه نرى انقطاع خيوط التواصل في العلاقة الزوجية بصوره شبه كامله بين الزوجين في حياتهم الخاصة , واستمرارها بشكل عادي امام الناس.
في الطلاق العاطفي تتطور حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين، وبعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما .
رغم ان الحياة الأسرية قد تبدو مستمرة ، وقد ينجح طرفاها في إخفاء ما فيها من مشكلات وما بينهما من جفوة ، إلا أن الطلاق العاطفي يكون حاضراً فيها.
فالطلاق العاطفي، يظهر بين الزوجين، عندما يغيب الحب، والتفاهم، والانسجام، والاهتمام المتبادل، والثقة، والرغبة الحقيقية في البقاء معاً، فتدخل الحياة الزوجية في حالة موت سريري، يختفي فيها الشعور بالأمان الذي يمثل الركيزة الأساسية لنجاحها واستمرارها، ويسكن الصمت في كل زوايا الحديث الذي كان عامراً ذات يوم بينهما. حيث تتمزق لغة التواصل والحوار بينهما، ويصبح كل منهما امام خيارين، فإما الطلاق الشرعي الى غير رجعة، أو ما يسمى "الطلاق العاطفي"، الذي يعد أكثر أنواع الطلاق خطورة، وأشدها ألماً، كون الشريكين يعيشان تحت سقف واحد، لكنهما "مطلقان" من دون شهود.
إن لطلاق العاطفي هو المصطلح المضاد لمصطلح التوافق الأسري، والذي يعني أن كلاً من الزوج والزوجة يجدان في العلاقة الزوجية كل ما يشبع حاجاتهما الجسمية والعقلية والعاطفية، مما ينتج الرضا الزوجي.
أسباب الطلاق العاطفي تنقسم إلى قسمين :
1. أسباب داخليّة: وتشمل كل ما يتعلّق بالأسباب النفسيّة، العاطفيّة، من حبّ ومشاعر وانفعالات.
2. أسباب خارجيّة: وتشمل كلّ ما له علاقة بالمجتمع، الأهل، العائلة، الدين، المال، المستوى الاجتماعي والثّقافي وغيرها.
من الأسباب الداخليّة:
- فنّ التّعامل مع الآخر - عدم فهم الإختلاف بين الزوجين وخصائص كلّ منهما, والظّنّ بأنّ الشّريك هو انعكاس لنا، وقد وجد فقط لتحقيق رغباتنا.
- عدم فهم سمات شخصيّة الشّريك (إنطوائي-انبساطي). ووجود صعوبة في التّعامل معه على هذا الأساس.
- عدم احترام عادات الآخر الخاصّة.
- عدم الحفاظ على خصوصيّة العلاقة الزوجيّة والأسريّة.
- غياب الحبّ، وعدم الرغبة بالمعاشرة.
- العدوانيّة، وعدم الشّعور بالأمان، وغياب الرّغبة بالبقاء معاً.
- مشاكل نفسيه اجتماعيه: مثل الإدمان على المخدرات، الميسر، والتعلق المرضي بوسائل التواصل الإجتماعي.
- الإضطرابات الشخصيّة: الوسواس، الهستيريا، الشخصية الحديه او الشخصيه النرجسيه والذهانيه.
- إضطراب التواصل وعدم التكيّف مع التغييرات في الأسرة، مثل ولادة جديدة، مراهقة أحد الأبناء.
- الصمت الزوجي (عدم التعبير عن المشاعر أو المشكلات من أحد الطرفين)، وذلك يتميز بغياب حتّى أثناء التّواجد.
- الخيانة الزوجية.
- الغيرة المرضية من أحد الزوجين .
من الأسباب الخارجيّة:
- التجربة العائليّة السابقة لدى عائلة كلّ من الزوجين، ما يرغبان بعيشه من جديد، وما يرفضانه بشدّة.
- وجود تجربة عاطفيّة سابقة: زواج، خطوبة، حبّ أو علاقة عابرة.
- اخفاء أحد الشريكين معلومات هامّة عن الآخر قبل الزواج. - فرق كبير في العمر.
- الفرق في المستوى الثقافي والإجتماعي.
- الإنشغال بالعمل خارج المنزل لوقت طويل.
- السفر المتواصل وغياب أحد الزوجين .
- العلاقة مع الأسرتين الأصليّتين للشريكين وما تسبّبه من ضغوط خارجية.
- عدم الإكتفاء الجنسي.
- نقص في مهارات التعامل الزوجي: الكلام الجميل والاحتواء، الهدايا، المفاجآت، تذكّر المناسبات، الدعوات.
- إهمال المظهر الخارجي والنظافة الشخصيّة عند أحد الزوجين.
- التعرّض لمشكلة إقتصاديّة: فقدان وظيفة.
- المرض وخاصه المرض المزمن.
- الإغراءات خارج الزواج.
علامات الطلاق العاطفي:
- وجود حالة من الصمت بين الزوجين ، يفشل كلاهما أو أحدهما في كسرها أو اختراقها بأي حال.
- الانسحاب بشكل جزئي أو كامل من فراش الزوجية.
- عدم وجود اهتمامات مشتركة أو أهداف مشتركة يجتمع عليها الزوجان..
- الهروب من المنزل واللجوء للخروج والسهر والسفر بالنسبة للزوج أو تكرار زيارات الزوجة لأقاربها وما شابه ، والهروب داخل المنزل بالانشغال بالصحف والتلفاز والحاسوب وغيره عن التواصل مع شريك الحياة..
- وجود حالة من السخرية والاستهزاء واللامبالاة باهتمامات الآخر ومشاعره ، بل من أي محاولة لكسر جمود العلاقة ومنحها قدر من الدفء.
- الشعور بأن استمرار الحياة الزوجية من أجل الأولاد فقط أو من الخوف من خوض تجربة الطلاق وحمل لقب مطلق أو مطلقة أمام الناس.
- عدم وجود إحساس بالاختلاف عند بعد الزوجين عن بعضهما ، أو قربهما ، بل قد يسود لدى الزوجين حالة من الراحة عند ابتعادهما عن بعضهما البعض.
- عند وجود هذه الأعراض فيمكننا أن نقول أن الطلاق العاطفي واقع تعيشه هذه الأسرة ، ولابد من تداركه حتى لا تتسع الفجوة ويواجه الزوجان مشكلة الانفصال الكامل أو الطلاق الفعلي.
تأثير الطلاق العاطفي على الابناء:
أثبتت معظم الدراسات أنّ الطلاق العاطفي بين الزوجين له من الآثار السلبية على الأبناء، ما يفوق الآثار الناتجة عن الطلاق الفعلي، وذلك بسبب ابتعاد الاهل عن إدراك مشاعر أبنائهما.
وفي المراحل المتقدمة من برود العلاقة بينهما، ستؤدي إلى إصابة الأبناء بحالة من الاكتئاب، وعدم قدرتهم على مواجهة الناس، فضلاً عن افتقادهم للحنان داخل أسرتهم التي تعدّ المرجع الأول لهم مستقبلاً. وستؤدي بهم الى فهم مغلوط للعلاقة الزوجيه السليمه مستقبلا.
العلاج لمنع الطلاق العاطفي:
عند شعورك بأنك وشريك حياتك تعانيان من الطلاق العاطفي فيجب عند بداية الشعور بالفتور في العلاقة بينكما، أن تسارعا في التوجه الى معالج أسري، وعليكما التحدث بينكما ايضا حتى وإن كان الأمر صعبا لمحاولة فهم بعضكما بعضا.
مهم جدا التواصل والشعور كل منكما بالطرف الآخر، والتعرف على مخاوفه ومشكلاته واحتياجاته ومشاعره، وواجبات كل منكم وحقوقه في علاقتكما الزوجيه، بجانب ضرورة التحدث في وقت



Post A Comment: