إن أفضل ما نصل إليه في البشرية "فن اختيار الأصدقاء"
الذين يعرفون مواقفنا البائسة و كلماتنا التافهة و طفولتنا المُخجلة و أفكارنا السوداوية و انفعالاتنا الغير منطقية المليئة بالتراكمات..
الذين شهدوا; كم من مرةٍ صمتنا حينَ جُرِحَ قلبنا و كم دمعةٍ مالحةٍ حرقتْ جفننا و كم من كذبةٍ قُلنا و كم من موعدٍ تأخرنا و كم من امتحانٍ فشلنا
 هؤلاء الذين يدركون ضعفنا حين ضُرِبنا و توّجب علينا السكوت.
يسمعوننا كل ليلةٍ بذاتِ السِير وذاتِ الأحاديث دون كللٍ أو ملل

وهم الوحيدون العالمين بأسرارِ منازلنا 
 كم من مرةٍ كسرْتُ الصحون المفضّلة لأمي و غادرْتُ المنزل و شتائم تنهلُ على رأسي 
و كم مرةٍ بالغتُ في مصروفي فانحرمْتُ منه أسابيع و أسابيع

هؤلاء الأشخاص الذين يعرفوك بلا وجوهك المستعارة المبتسمة وبلا ملابسك المرتبة و شعرك المصفف 

نحن نميل لمن نبقى أمامهم حقيقيون نظهر أمامهم بوجهنا القبيح المليء بتجاعيد الحزن الذي ندفنه داخل وسادتنا خوفاً من أن يراه الناس
نميل لمن يحب اختلافنا.. يحضن كلامنا الغير مفهوم حين نبكي
الذين يدفعوننا بقوةٍ على ظهرنا عندما نفشل
الذين نتعامل معهم بلا خطوط حمراء و بدون أن نفكر بمفرداتنا و حديثنا و نعرض عليهم افكارنا اللعينة و مبادئنا القديمة بدون أن نسمع منهم كلمةٍ جارحةٍ ، يتقبلون اختلافك ، ينتشلون قلبك من جب الحزن
إن الإنسان لا ينسى نوعَ قلم نجح فيه بالامتحان
لا ينسى شجرة جلسَ تحتها فآلفتهُ و كأنها إنسانٌ ناطق يحادث قلبه
و أيضاً لا ينسى كلمةٍ قيلت له بضعفه ولو من غريب عابر
فكيف له أن ينسى تلك الساعات الذي قضاها بالقرب مِنْ مَن يشاركه لحظات حياتِه..
و هذا لا يعني إن في لحظةٍ ما.. ربما نفقدهم.. نفارقهم
حسب مبدأ "لا شيء ثابت إلا التغير"
لكن لا ننساهم أبداً 
و تبقى قلوبنا لآخر رمقٍ تقول " كنا نملك صديقاً جميلاً لطيفاً "





Share To: