تلقّيت بكلّ سرور من إدارة الآداب التّابعة لوزارة الثّقافة بفضل العناية اللّطيفة للصّديق ورفيق الدّرب المخرج السّينمائيّ الكبير علي العبيدي ما صدر من الأعمال الكاملة للنّاقد التونسي الكبير أحمد حاذق العرف .وهو يتجسّد في ثلاثة مجلّدات ضخمة جمع محتوياتها النّاقد والصّحفيّ محمّد المي ومن المفروض أن يتبعها مجلّد رابع ها نحن في انتظار صدوره .وهي تكشف مجتمعة عن الجهد الجبّار الذي بذله مؤلّفها منذ سنة 1969 في المتابعة التّحليليّة التّقويميّة للإنتاج الأدبيّ بتونس ومناقشة القضايا التي ثيرها ، متسلّحا في ذلك بمعرفته المعمّقة للوسط الأدبيّ و رجاحته العقليّة و حسّه المنطقيّ.
والأهمّ في هذه الأعمال الكاملة هو أنّها تزيل كلّ غموض في شأن الفروق الشّاسعة بين ثلاثة أنواع مختلفة من مقاربة الأدب يحرص بعضهم على الخلط بينها لغاية في نفس يعقوب .وهي النّقد الأدبيّ الذي لا يمارس إلاّ في السّاحة الثّقافيّة (والعرف مثال واضح لا لبس فيه لمن يصحّ تسميته بالنّاقد) والبحث العلميّ الأكاديميّ الذي هو من مشمولات المؤسّسات الجامعيّة والصّحافة الثّقافيّة التي يتحدّد دورها في الإخبار.
فالنّاقد ناقد والباحث الأكاديميّ باحث أكاديميّ والصّحفيّ الثّقافيّ صحافيّ ثقافيّ.
وللمرّة الألف أعيدها ليس عندنا لقب "دكتور" في السّاحة الثّقافيّة.
هذه المجلّدات التي أعرف أكثر محتوياتها نفيسة حقّا ومن الفقر بمكان أن تظلّ أيّ مكتبة لأيّ معتن بالأدب التونسيّ خالية منها .





Post A Comment: