.                            نور دكرلي

أحب هذا المبدع الشاب الحمصي الجميل نور دكرلي كما أنه ابني، وقد تابعت تألق موهبته قبل تاريخ فوز مجموعته القصصية "مملكة التخاريف" على جائزة الشارقة للإبداع العربي 2014، كما صدر له "انتحار رجل سخيف" عام 2017
تجربة مميزة.. قصة قصيرة أفتح شهيتكم لالتقاطها دقائق فقط
كلما فتحتُ باب البيت لا أجدُ الشارع، ولا أيّ إشارة على أن الشارع كان موجوداً من قبل، بقايا أسفلت، شجرة، دكان، إنسان يسير، قطة، ولا أثر من الشارع.
يتبادرُ إلى ذهنك للمرة الأولى أنّ الأمر مجرد حلم، تدخل إلى البيت وتغلق الباب خلفك، تتنفس بعمق، تفتح الباب مرةً أخرى، أيضاً لا وجود للشارع.
صار باب بيتي يُفتح على فراغٍ مطلق، وبدأت المخاوف تتزايد مع الأيام، فقدان الشارع يعني الجوع بعد أن تنفد مُؤَن البيت، يعني فقدان فكرة الذهاب، الذهاب إلى أي مكان.
كلّما فتحتُ باب البيت لا أجد الشارع، صرتُ أدندن هذه الجملة كل صباح بينما أفتح باب البيت، لأتناسى مخاوفي مما ينتظرني خارج الباب.
أسبوع على هذا الحال حتى جاء صباح اليوم، كالعادة فتحتُ باب البيت لكن الشارع كان موجوداً هذه المرة، الشارع بكل صخبه تجلّى أمامي دون نقصان.
بدت لي فكرة ملامسة قدميّ للشارع بعد انقطاع، بمثابة الهبوط على سطح القمر، أغلقتُ باب البيت بحماس للانطلاق عبر الشارع، صوت صفق الباب جعلني ألتفت نحوه، تأملته، مددتُ يدي إليه، أرجعتُ قدمي بقلق.
ماذا لو عدتُّ ولم أجد البيت.



Share To: