هـل يـا.. تُـنازِعُني فـي الـجُوع وَالـتَّعبِ ...
تـصبُّ فـي الـكأس ناراً ليس من حطبِ
أنـــا الـتُّرابُ الــذي شـيَّـدتُ بَاصِرَتي ...
بــه وبـدرُ الـدُّجى فـي لـيلِ مُـحْتَسَبِ
فــمــا تَــرَنَّـمـتِ الــدُّنْـيـا عــلـى قــمـرٍ ...
ومـــا تَـمَـايَزَتِ الأقـمـار فــي الـحَـسَبِ
***
مـا كنتُ أعلمُ كم في القلبِ من شجنٍ ...
حــتّـى رأيــتـك تــروي بـالـصِّبا عـجـبي
لـــمّـــا حُــلُــمْـنـا رأيـــنــا أنَّ أعــيـنـَنـا ...
لم تكتشفْ ما جمالُ الحِلْم في الأدب
كـانـت جـفـوناً تـغـطّي مــا نـَحُـسُّ بــه ...
مــــن الـصَّـبـابـةِ والـبـُركـانِ والـشَّـغَـب
***
يــــا سـاكِـبـاً كـفَّـتـي أحــزانـه بــيـدي ...
كُـنْ خـمرةَ الـحُبِّ لـي في زهرةِ العنبِ
وكُـنْ ســراجـاً مـضـيـئاً غـيـرُ مُـكْـتَرِثٍ ...
فـي الـرِّيح والصَّمت والمحرابِ والسُّحُبِ
قـلِّـمْ مـعـي كُــلَّ أظـفار الـحروفِ لـكي ...
تَحُــسَّ كــم أرهـقـتْ أنـقـاضُها هُـدبي
فـمـا الـحـياةُ لـمُـخْتَالٍ بـلا وطـنٍ ...
و لا لمن تاه بعد الفوزِ في اللَّقَبِ
*****
تَـنـفَّـسَ الـصُّـبْحُ بَـيْـنَ الـبَـيْنِ والـعـجبِ ...
لـمَّـا رأى شـغـفي فــي لـحظة الـطَّرَبِ
لَـقَد سَـقَتني الـقوافي الـحُبَّ مِن لهبٍ ...
وَنـازَعَـتـني بِــهـا الــخُـلَّانُ فــي اللهب
مــا الـشِّـعرُ إِلّا حـبـيبٌ غامضٌ وَجَـلـي ...
فَـكَـيفَ أغْــرَقُ أَو أَمـشي عَـلى عَتَبي
ولــــنْ أخــبِّـئَ حــرفـاً مـــن سـبـائـكه ...
وسِرْتُ في مركب المعنى إلى الشُّهُبِ
****
جِئناكَ نَحمِلُ أَشعاراً مُجنَّحَةً ..
كَأَنَّما وَشيُها مِن آيَةِ العَرَبِ
رُدَُّ الــرضــيـعَ إلــــى أحــضــانِ زاويــــةٍ ...
لــكـي يُــربَّـى عــلـى أرجـوحـةِ القَصَبِ
عــنـدي حـنـيـنٌ.. ولــكـن لا لـصـومـعةٍ ...
شـدَّتْ سوايَ بها.. واستدرجتْ غضبي
عــنـدي يـقـيـنٌ ..لـشـكٍّ ظــلَّ مـخـتبئاً ...
خـوفاً عـلى رأسـه الـمدفون بـالخَشَبِ
في لحظة المَحْو تستجلي القصيدةَ إنْ ...
عَـرَفـْتَ كــم تـسـتهينُ الأرضُ بـالذهبِ
هـل يـَعرُفُ الـنَّهْدُ كم في النَّهْدِ من دُرَرٍ ...
يـا مـن يُـقايضُ هـذا الكَنْزَ في الرُّطَبِ ؟
ـــــــــــــــــــــــ



Post A Comment: