عند نشأة المدرسة الجديدة ، أو المدرسة الواقعية الجديدة  ، أو مدرسة الشعر الحديث ، أو مدرسة الشعر الحر ، أو مدرسة الشعر المنطلق ، حوالي عام 1948 ، والتي تقوم على أساس وحدة التفعيلة في الشعر لا على وحدة البحر والقافية ، وتبعتها حركة نقدية تقنن لها ، وتدعو إليها ، وقف العقاد لهذه الحركة بالمرصاد ، ونعى عليها تغيير الإطار الموسيقي العام للشعر العربي ، ووجه لهذه المدرسة مختلف التهم ، ووصف نتاجها بأنه نثر لا يمت إلى الشعر العربي بأية صلة .
 وقد رد دعاة هذه الحركة الشعرية على الأستاذ / العقاد بأنه أصبح يعترض طريق التطور بعد أن كان من أعظم دعاته .
 أذكر هنا أنه في صيف 1995 ، وفي مجلة تدعى (عالم اليوم) ، قال الشاعر / نزار قباني : إن شعر العقاد صفر على الشمال !!! ، وقد رد عليه أديبنا العالمي / نجيب محفوظ في حديث نشرته صحيفة الأهرام القاهرية يوم 31 / 10 / 1995 ، حيث قال : فلنسامح الشعراء في حكمهم على بعض ، العقاد كان شاعرًا عقلانيًا إلى حد ما ، ولقد كان أبو العلاء المعري عقلانيًا أيضًا ، وهو من أعظم الشعراء ، وممكن أن يكون الإنسان عقلانيًا وشاعرًا له فلسفته وشعره مفهوم ، وليس مطلوبًا من كل الشعراء أن يكونوا سمرة (من أهل السمر) مثل نزار قباني ، ويصح أن يكون الشاعر مفكرًا أيضًا . 
 مما لا شك فيه أننا نحب شعر نزار حبًا شديدًا ونعجب به ، ولكن شتان شتان بينه وبين شعر العملاق ، ومجرد المقارنة بينهما أمر مرفوض وغير مقبول ، فالعقاد هو العقاد ، أما نزار فله عالمه المعروف ، وسوف نتناول في مقام لاحق شاعرية العقاد ، فلعلنا نوفق . 
 وبالطبع نحن نقدر ونحترم ونجل ونثمن شعراء الشعر الحر أو الشعر المنثور أو النثر المشعور ، ولكن نتفق مع أستاذنا / العقاد في موقفه من حركة الشعر الحر ، وكم من الجرائم ترتكب في حق شعرنا العربي باسم الشعر الحر ، ومازالت الآراء إلى يومنا هذا تتباين تباينًا شديدًا حول هذا الاتجاه .



Share To: