لا شيء يريد أن أريده هذه اللّيلة 
الارادة تكنس غرفتها الوحيدة 
بقشّة العند الزهيدة 
تجرّ أطرافها الكسيحة 
لا يمكن أن تنام 
إلاّ إذا نظفتُ الذّاكرة من حصى الانتظار 
*** 
في البدء كانتِ الرذائل المحمودة تذوي 
كان القلبُ مقدساً بالحزن 
مذهباً بالدموع الثمينة 
تدحرج وجهي طويلاً على الشّوك 
جرحتُ عيوني بالنظر إلى الخواء البارد 
هالني الضيق الواسع في مسافات الاحتواء الفارغة 
تمنيتُ من الله ضلعا أعوج أُخْلَقُ منه 
***
في الصّمت الحارق 
فقدْتُنِي ...كيف أجِدُني يا ترى 
فعلتُ كلّ شيء كي أنسى لكنّني  
انتظرتك ...
 ... واسيتُ القلب المجنّح ...
طلبتُ منه أن لا يطير وحيدا 
حتّى تأتي ... 
مرّ كلّ الوقت ...
هل أتيتَ حقا؟ أنا لا أعرف 
لم أعد أعرف كيف شكلك 
*** 
هل جئتَ حقا؟ 
ربما سِحنة الشّوق لم تصطفيك 
و لم تختر لنفسك وجها يشبه ما أريد 
يا عزيزي  أخبرني 
كيف أعرف أنّه أنتْ ؟
كلّ هذه الكائنات التي تكذب حولي كي أستميل 
كلّ هذا الشّوق المقتول
كلّ هذه الوعود الجارحة 
يا ربي امنحني أجنحة ...
أنا أشتهي أن أطير 
***
هل أحبّك كي أغني ؟
لن أحبّك كي تغيب 
قلبك الخطاء ...
 يذنب حين يكذب أو يغيب 

هل جئتَ حقا ؟
كيف أعرف ؟ 
كيف أعرف ؟



              رسمة قديمة للشاعرة 2006



Share To: