بعض الدارسين الذين كتبوا عن تاريخ جزيرة العرب قبل الإسلام-نقلا عن مصادر أجنبية خالصة -يذكرون أن المصريين القدماء هم أول من غزا بلاد العرب، وأول من فعل ذلك منهم "أحمس"مؤسس الدولة الثانية عشرة، ومنقذ مصر من دولة الشاسو (العمالقة)( ). فإنه بعد أن أخرجهم من أواريس وسائر القطر المصري طاردهم إلى أواسط جزيرة سيناء نحو سنة 1700ق. م . ومنهم "رعمسيس الثالث" من الأسرة العشرين، وهو أكثر الفراعنة إيغالا في بلاد العرب، وكان ذلك سنة 1200ق.م. 
ويرجع السبب في غزو المصريين لبلاد العرب إلى أن مصر في ذلك الوقت كانت تعيش في ضنك واضطراب، وقد طمع بها جيرانها الساميون فشمر رعمسيس عن ساعده، وأخذ يصلح في بنيتها الداخلية، ثم تحول إلى البلاد التي كانت تهدد مصر برا وبحرا، وبنى أسطولا كبيرا أنزله البحر الأحمر، وسافر فيه لارتياد بلاد (القونط) ( الحبشة والصومال)والأرض المقدسة(بلاد العرب) وغرضه الرئيس تسهيل سبل التجارة البحرية بين مصر وأقصى الشرق، ولم يكن له بد من توطيد العلائق الودية بين مصر وشواطئ ذلك البحر واليمن في جملتها. وأنشأ أيضا طريقا للقافلة منتظما من القصير على البحر الأحمر إلى (قفط)على النيل. وأنشأ خطوطا تجارية منتظمة بين "الأوقيانوس" الهندي والنيل بطريق بلاد العرب. واقتدى به "رعمسيس الرابع" سنة 1166ق.م فافتتح طريقا مختصرا إلى بلاد العرب. 
ومنذ ذلك التاريخ وبلاد العرب تعيش صراعا على مر العصور، ربما كان ذلك الصراع بسبب البيئة الصحراوية نفسها، وربما كان يرجع إلى عوامل طبيعية واقتصادية واجتماعية أخرى. فقد عاش العرب القدماء حياة قاسية مبعثها قلة الموارد، ونضوب الماء، وضيق الحياة ومن ثم كان الغزو مصدرا مهما من مصادر الإعاشة بالنسبة إلى الأعراب يلجأون إليه أيام الشدة والمحنة لغناء أهل القرى والمدن بالنسبة إلى أهل البادية. ومن هنا فقد صارت هذه المواضع هدفا مقصودا للأعراب ومصدرا من أهم مصادر الرزق عندهم. وأيضا لضرورة الدفاع عن النفس، وللوقوف أمام طمع القبائل القوية في القبائل الضعيفة، اضطرت أكثر القبائل إلى التحالف والتكتل لمنع الغزو فيما بينها مقاومة أي غزو يقع عليها. 



Share To: