في كل مرة أَظُنُك ناضِبا بين ضُلوعي،
وجَفَّتْ شَرايينُك عن ضَخِّك عِشْقي وتَوَلُعي،
تُبْعَثُ مِنْ رَمادِك كطائر أسطوري
بِصَبابة، تَجْتاحُ كِياني حتى اٌنْفِجاري.
أسْقَطْتَني من عِزَّةِ وَتَرَفُّعِ الٌمُلوكِ
لِتَلَهُّفِ مُراهِقٍ يا قَلْبٍيَ الصُعْلوك،
مرة تُدَمِّرُني بِحبك العَشْوائي، الذي يَقْلِبُ أَحْشائي
بِزَخّاتٍ عارِمَةٍ، تَحْبِسُ أنْفاسي
وتارة بِعِشْقٍ عَليلٍ يَسْتَجْدي غَبائي
وآخَرَ تسَلَّلَ في هُدوءٍ كرائحة اشْتِياقي.
عَجيبٌ أَمْرُكَ يا قَلبِيَ المُتَقَلِّب !
قويٌ عِندَ ضُعْفِكَ، ضَعيفٌ في قُوَّتِك
مُحْتَرِقٌ في جَحيمِكَ، جامِحٌ في شَهْوَتِك
مُتَسَكِّعٌ في جَنَّتِكَ، تَرْقُصُ طَرَبَ نَشْوَتِك
تَتَمَرَّدُ غاضِبا، ثم تَذوبُ وَلِعا
تَحْرِقُ وَتُحْرَقْ،
تَلْعَنُ جانِبَكَ المُظْلِم، وَتَأْسَفُ لِطَرفِك المَظْلوم
تَعْبدُ وَتُعْبَد,
في مَنْبَرِكَ الْمَثْلوم.
وإن لَمْ أُحْيِيكَ فَأَحْيَاك،
فَسَأُمِيتَكَ فَأَبْكِيك



Post A Comment: