كنت أخال كل فتاة أنثى، وكل أنثى فتاة، وما عرفت الفرق إلا اليوم:
أنا الآن في مستشفى خاص في مدينة إب، أمامي تجلس ثلاث فتيات؛ وبشكل فطري يتضح الفرق بين فتاة أو امرأة وبين كائن تضج فيه الأنوثة بصراخ يملئ المكان، إحداهن تفوح منها أنفاس الله في كل إيماءة ونظرة وفي طريقة تحدثها التلقائي.
ينغم صوتها بخفة يشبه سكتة بين آيتين، تشبك أصابعها وتخبئها بين فخذيها بحياء مُشتَهى، ويزيد حرص الصبية على مداراة أنوثتها؛ كشف مخبوئها من تلك الجاذبية بغير تكلف، كتلة شبق يداريه الحياء، روح تكتنز طاقة ايجابية تروح عن المكان وتبث فيه البهجة.
شفتاها مرتوية ولينة، يتدفق الدم من خلالها فيحافظ على نظارتها،منبسطة كأنما تدعوك للتقبيل، مبللة بندى السحر - ذلك الوقت الذي يتنزل فيه الله للسماء الدنيا.
تزم شفتيها فيوشك الدم يقطر من طراوتها؛ حينها ترتفع أصوات العصافير على الشجرة المحاذية، أسقط على كراسي الإنتظار، يتلعثم قارئ نشرة الأخبار على الشاشة، يخطأ الطبيب في كتابة الروشتة العلاجية في الغرفة المجاورة، ويبتهل كهل في ركن الصالة لربه عرفانا بهذا الجمال...
تبتسم الصبية فتضيق عيناها وتتكور خدودها مما يسهل تكون غمازتها الخفيفة على جانب خدها الايمن، يضغط انتفاخ وجناتها على وسط وجهها لتتشكل تقاطيع ملامحها فيرتسم بين الخدين والشفة علامة قوس، ولكأنما تهتف بي توقف عن كل التفاصيل وقف هنا فبين القوسين تجد الخلاصة.
جسمها معتدل ممتلئ بغير سمنة، لحمها مشدود على عظمها، لعل الله كان مبتسما وهو يخطها بتلك الصورة المختزلة للإحتراف والمهارة في خلق الفتنة في أبهى صورها، من قال أن الجمال في النحافة لم ير هذه الصبية بعد.
لا تقهقه مثل قريناتها، بل يدفعها خجلها لعض شفتها السفلى لكتم ضحكة مهولة، فتتمنى لو أنها ضحكت ولا أنشبت أسنانها في تلك الأوردة المشبعة بالماء، تعضها بتلك العفوية؛ فتقول في نفسك لو أنها كل مرة كتمت ضحكتها لترتسم هذه اللوحة فتقود كل ملحد للإيمان.



Post A Comment: