تلك كوة الضوء
متاهة المارين على الأرصفة
حين شروق وجهك
على الشرفة قبل الغسق
دخان سجائرك
سحر سحابة ترتجى
رذاذ آهاتك حبلى بالمطر
يبلل ريق عاشق
على الشرفة المقابلة
نظراتك غير آبهة إلا
بنشيج من كسرت الريح
زنده ك غصن
وسادتك الثرية بأحلام
العصافير
لكن الغسق أدمى عيون
الشمس
بحميا شفتيك الغارقتين
في قبلة منه
عبر أثير الشوق
واستحلى لماك أكثر
من آخر قبلة
على رصيف الوداع
أنثرت عبق حوانيك
على دفعات
هو العبير يزف عبقه
كأنت
حين بشائر الغسق أتتك
بأحلام العصافير
يالمى شفتيها
غدير المشتهى بقلبي
إن تفجر تغرقين
حتى الشرفة إلا اليسمين
ينشرطيبه
وأغوص بين شفتي
أبحث عمن بصدرها التاذ
باركيني فقد أنجبت منك
أحلامي كلها
سميتها أسماء القديسين
وأتباعهم
لكن الرصيف ومن عليه
متكئا
لمن أحلامه ظلت معلقة
على حبل الغسيل
ممتدا بين ذراعين على الشرفة
حيث يرقد الغسق حالما
ألا إن وجهك
قد أشرق الشمس وأنيخت
العيس
تحت شجرة لاظل لها ولا
حتى ثمر
لم يعد هناك من كوة
ينسكب الضوء منها
ولو أن أحلاما
ضلت الطريق نحو المقصلة


Post A Comment: