كلّ الذي كان معي وأنا معك .. مات 
كلّ الأصوات 
ندب الأطفال وضحكهم كرة القدم وهي ترتطم بزجاج السيارات 
عصافير الصّباح.. الخفافيش الرّياح 
كلّ الجيران صمتوا .. كلّ الأطفال .. 
حتى حبيبتي الّتي غنّت الأطلال .. غاب صوتها
أنيني أبكم لا صوت له 
وشجني لا يدرك الحياة حتّى تدركه
خَفْ منّي إنّي أخاف من نفسي 
فأنا للموت أركض عارية والحزن يلفّني بوشاح الدّموع الّذي صنعته عيناي 
وقبل أن أهوي بنصف خطوة بعدما كنت أهرول إليه ..أبكي وأصرخ خائفة 
فأنا أخاف من نفسي .. خَفْ منّي 
وخَفْ عليّ وطبطب على جرحي
الآن بعد الرّحيل هذا .. من ينقذني مني 
وإلى أين رحلت معك الأصوات .. 
وتركَتْني ..
كما تركْتَني .. كما أنا تركْتُني .. 
كلّ الّذي كان يحتضنني في وقت انتظاري لك مات من كثرة الانتظار 
فهذه المرّة أطلت الغياب من البرد والحريق تشقّقت يدي

من الخوف رُسمت أصابعي على كتفي 
 
كلّ الذي كان معنا عز عليه فراقنا .. فمات.





Share To: