أعرف أنني إنسان غريب الأطوار، ولا أعرف كيف أضع قدميَّ على أرض، دائما أحلق بعيدا بعيدا!
أنا قد أكون مجنونًا، وقد أكون بسيطًا حد اللا شئ..!
أتعرف يا مَن يكابد معي هذه المأساة ماذا أريد؟
سأخبرك شريطة أن لا تسخر مني، ولا تتعمد الإساءة إليّ كما كان يفعل أستاذي في مدرستي الابتدائية!
أريد أن أوقظ والدي من رقدته الأبدية.. أريد أن أطعمه لقمة عسل بالسمن.. فطيرة شهية كان يعشقها وينتشي برائحتها الطازجة!
أريد أن أقف بجواره على شاطئ البحر، أخلع نعليه ليعبث في الرمال بأصابع قدميه، ويقفز على الموج ويداعبه براحتيه كما الأطفال!
أريد أن أرفع جبهته للسماء، وأجعله يعد نجوم الليل ويخطئ. يعيد العد من جديد، ويعيد، وأنا أضحك وهو يهرول خلفي لتطول مداعبتي المحببة إليه!
أبي كان يضحك ملء فيه حين يغمرني بماء البحر، ويراقبني حين أطفو وألملم الهواء كي ينشرح صدره ويزول الذهول عني!
أريد أن أضع فوق جسده الرمال، لكنه يرفض!
يقول في حزم ويطلب في دلال: ( أريد أن تنثر فوق جسدي الورود والياسمين، اجعلني أحتضن أوراق الفل، وامر كل عصافير الأرض أن تحضر وتُشدو أعظم الألحان.
لحن الحب الأبدي، لحن الصبر على الفراق، لحن اقتراب موعد اللقاء يا بني!)



Post A Comment: