_أنذاك كنا( نسكن )في خراسان
( في )مدينة عند حدود تركمنستان 
تقطنها طوائف ومذاهب شتى
تتحدث الناس لغات مختلفة
الكردية
التركمانية
الفارسية 
التركية
و ...
 _كنت طفلة أحب طريقي الى المدرسة
أكثر من الجلوس في الصفوف والذهاب اليها
مع اني كنت تلميذة متفوقة. 

_كنت أعشق ترانيم الرياح بين أشجار الصنوبر والصفصاف
ضفاف الأنهر والجداول 
مطرزة بالزعتر والنباتات البرية
 نعيق الغربان 
هيبة الجبل والمدينة متكئة على كتفه 
مؤطرة بالمزارع والبساتين الشاسعة. 
_كنت أتعمد المشي ببطء في الأزقة والشوارع.
غالبا
 أتعمد الوقوف هنا وهناك 
مثلا أمام بيت الدراويش 
كان في طريق مدرستي الابتدائية
أقف و أحدق في الباب القديم ونقوشه الغريبة
الفاتنة دون حدود
أحدق في صورة الكشكول الكبير
وهو يتوسط مصراعيه
الصوفي النحيف الذي يمسك بالطبرزين.
أحدق في الجدران الصامتة.
-كان الباب موصدا 
لمْ أعلم يوما هل كان يسكنه الدراويش أم أرواحهم؟  
لمَ الباب موصدا ؟ أين هم؟
في كل مرة كان الرد على سؤالي من هذا و ذاك.
_ليلا يخرجون ليلا.
_الليل؟
لا أظن
نهارا، سيخرجون يوما ما 
 غدا سأمر ايضا.




Share To: