قرأت كتبًا عن السعادة والأصدقاء والمال والصحة، وأدركت لاحقًا أن التفكير الدائم في المال والأصدقاء والصحة يورث التعاسة، إننا نفتقد مع العمر شيئًا نجهله. ربما الظل أو المذاق، أو حتى التعاسة بعظمها وشحمها، كما يقول أنطونيو راموش روسا وربما الحب.

أن نُحبَ ونُحبَ بعمق بعيدًا عن الإدعاء من قبل أشخاص يملكون رائحة الانجذاب الخفية التي لا نعرف أسبابها- رائح الروح-

ألا يحكم علينا أن نعيش في جنة وسط أشخاص لا يلمسون أعمق ما فينا -الوجدان- والذي هو مركز الشعور، ما يوقظ فيك القلب ويحرك فيك الروح. 

تلك المحبة التي تؤثّر على إدراكنا للعالم وكل ما يتصل به وتمنحنا الرؤية المختلفة للأشياء؛ فيصبح مشهد البحر الفاتن أكثر عمقًا وجمالا حين تشاهده وأنت مستند على كتف محبوب، ويصبح لون السماء وانعكاسها أكثر جلالا وجمالًا حين تراها في انعكاس عين من تحب. 

حتى الأفكار والأحداث الكونية والكوارث يكون لها وقع مختلف في حضور تلك المحبة، الأسئلة الصعبة التي لا تعرف لها جوابًا؛ اللغة والتي منشأها وسببها حركة الوجدان و العواطف تتغير في حضور ذلك الحب؛ لأن الإنسان بالأصل احتاج إلى لغة يعبر فيها عن ماخفى من عاطفته وما استتر من مشاعره.

كل شيء سيتغير موقفك منه ونظرتك إليه وشعورك فيه؛ إن لم يعاقبك الزمان يومًا بالعيش مع أشخاصٍ خطأ لا يمكنك تشارك الذوق والنظرة والحب والعالم معهم.



Share To: