عند ذوبان خيوط الشمس
تحت، طقس ربيعها المألوف
بنت لنفسها برجا عاليا من الألوان
حركت القوافي وتسلطنت على الحروف لتجعلها تنساب كماء زلال
رسمت لنفسها على ربوة الأمل قمرا
فاختفت النجوم من عليائها خجلا
نزفت ماستطاعت من حروف, وما قد جاد عليها من عبق الروابي
تسامر بعضا من الليل الساكن ضلوعها الذي أصابها بالبرد في مقتل
وتربص بها الفتور فلاذت للصمت الهجين على رصيف جريح. 
      قطفت ما تبقى من زجاج الذكريات ، طاردها صمت في الحنايا يغرد ،ملفوفا في ريش عصافير
تناشد موسما خصبا.
        بين ليلة وأخرى لفها الصقيع، خاط لها رداء ثلجيْ انتقت لنفسها ركنا من الزمن تبث له من صدرها بعض الحكايا عن طفلتها التي تسكنها ولم تكبر بعد. 
      طاردها الصمت وغرد بأوصالها الحب من جديد ظنت أنها نسيته من زمان وتوهج داخلها حلم صافح الإنعتاق تزينه مشكاة من نور
وكأنها من زمن آخر النبوؤات كمن يعيش في أسطورة الكون الخيالي وهو يطلب لذّة السفر إلى عالم اللذّة المشتهاة عبر كواكب مختلفة بعالمها الخاص وقد اختفت فيه كل أنواع البؤس والشقاء، أو الغوص في مسامات الرّوح، حيث تكمن متعة الحياة ورونقها، وصقل المرايا داخل الذات، مثل قلم يكتب تاريخ ميلاده للكون المتقارب المتباعد الذي، تسقط فيه الأحرف على صفحات الماء لا لون لها ولا رائحة سوى مشاكسة النار لجيد الحطب، وهي تتسكع بأفكارها من هنا وهناك حول جثة الماضي المعفنة، حين تثلجت عواطفها وتنكرلها الحب ورمته في صندوق القمامة. 
       تأتيها رسالة مشفرة تفتحها
     حبيبتي 
ارتعدت كل فرائصها 
لتجد نفسها أمام حب عاصف، كان لم تحب من قبل. 
       أفاقت بعد الصدمة لملمت أشلاءها وكتمت عواطفها في صدرها خافت أن تكون على موعد بصدمة أخرى تدميها.  
       ماهذا الذي تقول؟
من أنت ومن تكون؟
هل كانت حياتي خدعة؟
لا أصدق لم أشعر يوما أنني أحب المجهول لكنك لا تعرفني. 
     صحيح علاقتنا افتراضية لكني أحببتك وكتمت مشاعري منذ سنة لم أبح به لأحد، كنت أنتظر أن تتحرري من ارتباطك العائلي والآن لا حجة لك في ابتعادك عني.
     ألم يحن الوقت بعد لنلتقي لتكون علاقتنا واقعية وقد التقت ارواحنا منذ زمن.
      ليس بعد فعلا أحببتك كما لم أحب من قبل ووجودك أصبح جزءا من حياتي نسيت به ما آلمني من تجربتي الأولى، لقد جعلت لحياتي طعما، لكن سنلتقي متى يحين الوقت، لن نلتقي إلا بعد انفصالي عن زوجي قانونيا.
    لكن أريد أن أراك
ربما لو رأيتني تغيري رأيك
أبدا لن يتغير حبي لك أبدا،
بل سأحبك أكثر
سأنحتك على قارعة حروفي، وأعانق عبير روحك،
 أنت حلمي الذي يتيمم كل ليلة على أوتار أمنيات اللقاء،
 فات الكثير لم يبقى الا القليل.
     حسنا سأنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر.
تعشقت صوتك حد الجنون رتل لي كل الطقوس، وبنى لي قصرا عند القمر،
تراقصت أحضان القلوب وارتشفت عبق الحنين وركضت الحروف لنبض الكلام.
     وتوقدت اللهفة بصدرها
 سنلتقي
انتهت العوائق
انتهى الحزن، افرحي لقد غمرك الحب من جديد
ترى كيف يكون؟
هل هو جميل؟
لا يهم المهم اني احببته من صوته من كلماته وإنني اشتاقه
واصبح كل شيء في حياتي
سيأتي الليلة
كأني أسمع وشوشات نعله بالزقاق
تترصد الخطى
تبحث عنه بين وجوه المارة.
الو أين انت؟ 
أنا في الطريق
أنا في شارع الامل
انتظرك هناك
حسنا 
سيأتي الليلة
تقف سيارة أمامها
يخطو نحوها ثم يبتعد
وكأن صوتا من الجب يناديها
رجفة عرّت كل تفاصيله
من شابه أباه ... فما ظلم
وسقط القناع..!



Share To: