في أصفهان
قبل عشرين عامًا من هذا الغرق
للمرة الأولى كنتُ أتذوَّقُ التوتَ الأبيض 
كانت الحبةُ صغيرةً وحلوةً
لم تفضحني كما كانت تفعلُ شجرةُ توتنا الحمراء
 كلما دنوت منها غدتْ الفضيحةُ واللذةُ تنزفان من شفتي،
كنتُ أجربُ ملمسَ الثلجِ للمرة الأولى
كان هادئا ودافئا الرجلُ الثلجي
لم يكن كالغيثِ الصنديد في قريتنا
يغرقني ويغرق جميعَ قبائلي
لو سحابة فلتت من قلبي
لتراقصَ زقزقة عصفورٍ في السماء،
كان الأمر عاديًا وكنتُ اخلعُ أزيائي بهدوء 
لأسبحَ في مياهِ زاينده رود الضحلة
لكنَّ الصحراء كانت هي الأُخرى
 تخرجُ من جلدِها في جلدي
تخلعُ صمتَها بعيدًا عن سيفِ الريح
وابتلعتْ جميعَ الندى، والثلوج، والتوت الأبيض
سكبتْ كلَّ السلامِ جرعةً واحدة ًفي فمها ولم ترتو،
أخذتْ تنفضني من ملمسِ الثلج
ومتعةِ التوتِ الأبيض
ونَقيق الضفادع 
حتى تقشَّر الثلجُ دمعةً دمعةً فی يدي 
وخرجتْ جذورُ الملح 
تتفتَّحُ في خطوطِ كفي.
...
عندما تحسستُ صلابةَ مَلمَسها
أدركتُ أنه البحر...
 متقنّعًا بالصحراء
كان يقتفي أثري.



Share To: