منذ متى والعقال العربي يخلع لأجل ابتسامة امرأة؟!!
رسالة اطلعت عليها اليوم في صندوق الطلبات لم تزعجني وحسب بل أثارت حفيظتي أكثر تجاه كل من يحمل مسمى شيخ أو أمير عشيرة أو سيد، وفي المقابل كانت هناك رسالة أخرى داعمة ومؤازرة لما أكتب.
ردا على الأولى أقول: أدرك أننا في عالم افتراضي تتعرض فيه النساء إلى ألوان من البشر الذين تشوهت نفوسهم بفعل المجتمع والتربية والعادات والتقاليد، ولكن هذا لا يبرر إهانة الرمز العربي المجتمعي، والإساءة إلى المرأة المثقفة بالوقوف عند حدود شكلها جميلة كانت أو قبيحة (ومن يعرفني جيدا يعرف أنني يوما لم أعتبر شخصي من بين الجميلات ولا يمكن لأحد إقناعي بذلك فأنا أعرفني جيدا ومكتفية بما أعرف)، نعم هي إساءة لإنسانيتنا ولمن خلقنا بعقل وقلب.
وردا على الرسالة الثانية أقول: ممتنة أنا بحجم السماء لهذا الدعم الكبير من متابع لم أتشرف بمعرفته من قبل، ففكرة أن تعبر كلماتي عما في صدور الآخرين بحد ذاتها تعني أنني وصلت برسالتي لمن يستحق أن يقرأني.
بالطبع اطلعت على عشرات الرسائل الأخرى، الظريف بعضها الغريب بعضها الآخر، ولمناقشة الأمر بهدوء استغرقت بعض الوقت لأستوعب هذا التناقض بين الناس ومآربهم من المرأة في محيطهم، فمنهم من يكتفي بالجسد وهو كائن غريزي بالنسبة لي، لا يتعدى بنظره أبعد من رغبته، وهذا شخص لن يصل يوما إلى الاتزان النفسي الذي يؤهله لبشريته، ولن يكون يوما على قدر تولي مسؤولية تابعيه فحكمه أبدا لن يكون منصفا بالمعايير الإنسانية.
ومنهم من ارتقى بنفسه عن الغريزة ورأى ما هو أبعد منها فكان الجميع عنده سواء في التعامل، لا ظالم ولا مظلوم، وهؤلاء من يستحقون أن نكتب لأجلهم ونضيء مشاعلنا على طريقهم.
تذكروا أن المرأة كانت وما زالت هي المحور الأساس في حياتكم، وهي الشريك لكم في مجتمعاتكم. حين كنت صغيرة كان أبي يقول "الرجال جنة والمرة بنا"، هي مقولة استوقفتني كثيرا في عمري، حتى أدركت أن أصغر لبنة في بناء المجتمع تبنيها المرأة وليس الرجل، وهو تكليف لو تعلمون عظيم وهدف سامي لو تدركه النساء لكانت أحوال مجتمعاتنا مختلفة تماما عن وضعها الراهن.
احترامي لكم جميعا سيظل كما هو، فلا تنتقصوا من أنفسكم وأنتم مخلوقين بعقل لا بعقال فوق رؤوسكم، واعلموا أن الضمير لو مات فيكم فلن يموت في غيركم.



Post A Comment: