لم تتعود أن تترك نهبا لهذه الوحدة فقد كانت دائمآ فى الماضى مشغولة بشئ ما غير نفسها: برفض من يتقدم لخطبتها بعد أن تعدد عيوبه وتظرهه أمام أهلها بأنه غير مناسب لها. مشغولة بمن سيتقدم لها فى الغد وبعد غد....... ما هو مظهره ؟وسيم ؟ كم عمره ؟ما هى مؤهلاته. مشغوله بالرد على من يحاول أن يقنعها بأن تتزوج أحد ممن تقدم لها....كانت واثقة من نفسها فهى الجميلة المثقفة ذات الحسب والنسب. فلما العجلة من أمرها فقد تقدم لها أفضل شباب البلد وتنتظر المزيد فهى ليست غاضبة منهم بل شاكرة لهم فقد أسعدوها عندما وضعوها فى دائرة الضوء وأشعروها أنها فتاة أحلام الجميع....تناقص عدد من يتقدم لها كما وكيفا غضبت من ذلك. لقد هوة السندريلا من سماء الأحلام والخيال لأرض الواقع الخشن والحقيقة العارية لم يعد يتقدم لها إلا من هم خارج دائرة اهتمامها. بل وأصبح ذلك على فترات طويلة متباعدة من الوقت بعد تقدمها فى العمر نسبيا وأصبحت الأجيال الأقل سنا هى محط أنظار الشباب. بل وأصبح يتقدم لها من كان متزوج من قبل ثم توفت زوجته أو فاته قطار الزواج كما يقولون. أصابها ذلك فى مقتل سبب لها شبه اضطراب عصبى و نفسى كانت تتداوى منه سرا أصابها الدواء بالترهل لم تعد رشيقة القوام لم تعد الأقراص المهدئة ذات تأثير...
كانت تستيقظ من النوم فزعة تعتقد أن الأثاث و الفرش وكراسى السفرة القطيفة تبادلها النظرات والاستغراب البارد الكريه .....أخذالندم بعد الوحدة يقتات من جسدها بعد أن أطفأها داخليا جعلها جافة ناشفة النفس والروح .....أصبحت تتمنى أن تعيش هموم الحياة التى تعيشها من كانوا أصدقائها اللذين كانوا أقل منها جمالا وحسبا ونسبا كانت تنظر لصورتها فى المرآة قبل أن تحطمها وتصرخ لماذا أعيش ما هو مبرر وجودى فى الحياة بداخلها بركان و ثورة من المشاعر المدمرة تريد أن تطلقها بعيدا قبل أن تقتلها .... تود أن تهتم بشئ خارج نفسها كما يهتم الجميع بأطفاله بواجباته المنزلية بزوجها الذى لم تتزوجه...تتمنى أن تكون لها هموم تعيش فى حماها مضحية من أجلها تهتم بشئ غير نفسها شئ تحصل منه على مبررات وجودها فى الحياة بعد أن تحولت لكائن معلق فى الفراغ يواجه الشمس والقمر وحيدا حيث برودة الهواء....



Post A Comment: