هي امرأة تتعانقُ والشمس
والأمنيات
مُطرَّزةٌ بالغمام
على وجنتيها زهورُ الحياةِ
وفي مقلتيها جنونٌ
وبالحلم أضلاعُها مُثْقَلةْ
وتغدو على عتبات القصيدة
مرآة كلِّ الفصول
وأغنية لنساء البنفسجِ
طيَّبْنَ أصواتهنَّ بماء الحياة
وأطلقن موجَ النسيم
يمرُّ على عتبات الشتاء
فيرتدُّ نايـًا
موشَّحةً مقلتاه بخصب المنى
وربيعًا تدثَّر بالزهراتِ
يلامسُها الغيثُ
تخضرُّ أرضُ النفوسِ الظِّماء
*
هي امرأة تتبختر بين يقين الرؤى
وخيال الطفولةِ
تنسجُ من أغنياتِ الطيورِ حنينَ عيونٍ
لبيتٍ حوائطُهُ أقحوان
وأسقفُهُ من غصونِ الزبرجدِ
يرقدُ عند شواطئِ نهرِ الحياة
ويروي وصايا العيونِ لموجِ السواحلِ
حين يذوبُ الغروبُ بدمِّ الأحبَّةِ
تحلو النذورُ
وتلتبسُ النظرات
وخفقُ جناحِ الزوارقِ يروي
بأنَّ الرجال يجيئون صخرًا
ويمضون موجًا من الأمنيات
*
هي امرأة تتنقلُ بين منازلِ قيسٍ
وأبراجِ ليلى
لها سُحُبُ الأغنياتِ المواطرُ
فوق سفوحِ القلوبِ
تضيءُ نفوسًا تشظَّتْ
وأفئدةً في دروبِ الهجيرِ تلظَّتْ
لها الطيفُ يسكنُ كلَّ الزوايا
ويقتاتُ من سبحاتِ الخيالِ
إلى ظمأِ الروحِ للنورِ فوق جبينِ الأحبَّةِ
في فلواتِ الحنين
خطوةً ...
خطوةً ...
تتسلَّلُ نحو القلوبِ الظِّماء
وسيرتُها نسمةٌ مُرْسلةْ
وأغنيةُ الغيثِ في مقلتيها
وما بهت اللحنُ في شفتيها
وخطَّتْ طيورُ الأماني قصائدَ عشقٍ
على وجنتيْها
وحين تعانقها الأضلعُ اليابساتُ
وتحتضنُ الطيفَ كيما تفرَّ من المقصلةْ
تفرُّ
وتُخْلِفُ فيضًا من الأسئلةْ
فلا هي تروي حنين القلوب
ولا تعتقُ الروحَ كيما تعانق نورَ اليقين
وتصغي لهمس النوارسِ
حين يعانقُ أفئدةَ العائدين
هي امرأة تتنقلُ بين منازل قيسٍ
وأبراج ليلى
فأيتها الأقحوانةُ تخطو على فُرُشٍ نُسِجتْ من ضلوع
وإذ تبتدي في الحكايا
تذوبُ المسافةُ بين الجراح وبين الدموع
تقول النبوءةُ:
خيلُكِ تهوى البراري
وعيناكِ تهوى دماءَ القلوب
وفرسانُ عُذْرةَ منهم طريد
ومنهم شريد
ومنهم على عتبات الموانئ
يعزف أغنية المستحيل
وأنتِ على شرفات القصيدةِ مرآةٌ كلِّ الفصول
وأغنيةٌ لنساءِ البنفسجِ
طيَّبْنَ أصواتَهنَّ بماءِ الحياةِ
فعادتْ حياةٌ لكهلٍ عليل

______   




Share To: