أخبرني طبيبُ عيوني:

تملأ عينيكَ مياهٌ زرقاءُ

وتحتاج إزالتَها

حتى لا تتفاقمَ

أو تحجبَ عنك الرؤيةَ

أغلقتُ عيوني

خِفتُ إذا ما دخل إليها طبيبي

أن يلقاكِ

وأن يعرف أني

لا أقدرُ أن أتخلصَ من زرقتكِ

فكيف سأصف البحرَ

إذا ما غابت زرقتُهُ

وكيف ستبدو في الأفق سمائي

إذا ما ضاعت زرقتُها

وكيف سأصحبكِ

ونبحر نحو غمامٍ 

مال إلى الزرقةِ

فإذا ما هطل على الوادي

وتجمع في أحواض النهرِ

وفى أحشاء البحرِ

اكتسبت زرقتَها

حذرني طبيبي

فسمحتُ له

 أن يدخلَ في عيني

ويحاول أن يترك لي

 بعضَ الزرقةِ

وجهَ امرأةٍ كنت أخبئها

وبقايا من ماء النهر التصقتْ

خِفت بأن أُخرجها

ونساءٌ تسكنها وتقيم بها

كنت أحسّ بأن هنالكَ

أمواجاً تتابعُ

فأخاف من النحرِ

فأصنع بعضَ حواجزَ

فشلت في أن تتصدى للموجِ

فأوصيت طبيبي

أن يترك ما قد يلقاهُ

عصافيرٌ تبني بعض الأعشاشِ

وتأتي حين يهل الليل لتسكنها

وصغارٌ رسموا 

في بؤرة عينيَّ ملاعبَهم

فإذا ما دقّقتُ

شعرت بأني 

شيّدتُ بيوتاَ ومآذنْ

هل زدتُ

 فلم تتحمل عيني

أم أن طريقي التبس عليّْ

نزع الجراحُ بمشرطه

 كل الزرقةِ

فشعرت بأن عيوني

 قد ضاقتْ

وبأني لن أتمكن 

من رؤية أحلامي

فجريت إلى البحرِ

جلستُ أحدقُ

 في جُزُرِ الوحشةِ

وشرعتُ أعاين

 بدموع الدهشةِ

ما يتأرجح 

من أمواج البحر الدامي

لكن لم أبصر زرقته

ورأيتك تختبئينَ

وحولك بعض طيور النورسِ

فأطلت النظر إليكِ

فشعرت بأن الزرقةَ

مازالت تسكن عيني

حين دخلت إليها

 وسكنت بها

فاحتار طبيبي

وأخبرني:

إنك رجلٌ مسكونٌ بالزرقةِ

فأغرب عني

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حدائق القبة 4 سبتمبر 2020







Share To: