___فكرة قاتمة____

خفيفاً كالهواء أو أكثر
أسقطُ إلى فوق…
بينما شهقتي تحترق…
***
كالعادة…
اختلفَ الأمر و لم أختلِف
أؤكّد ذلك و أنفي…
شجر التعبِ المصلوبةِ فوقهُ علاماتُ النهار
 و الشّمس الشبيهة بالتنور…
ما زال منتصباً بذات الشّبق…
كالعادة ليس هنالك أحدٌ في قفصي الصدريّ
 من هنا إلى هنالك
إلى حيث توجد روحي
ثمّة صوتٌ يصدر عن الغياب
يشبه الصّمت…
ينبض كالعادة…! 
***
فلنفترض أنّك حيّ…
و أن الصباح قلبك…
العالم كلّه يدوسه…
لأنه مازال راغباً في التمدد…
يخترق السّراب
يولج نفسه في كلّ شيء
يلمّع السّحب الباهتة بقبلته…
ثمّ… ثمّ…
يختار كلّ شيئ لينام فوقه…
فلنفترض أنّك موجود…
ألا يكفي ذلك لتجدني
وسط هذا الظلام
أيها النور!
***
جوزيف…
غارق في تعديد الآمه التي تتمدد
إنها الحياة يا عزيزي
لا تكتمل لأحد …
ماذا كان يجب أن أفعل؟
أن أعانق جوزيف… ؟
بداخلي لعنة…
تشبه التعلق المستمر بأشخاص متعبين
بداخلي عاطفة… تحترق
ثمّ هنالك دلوٌ من اللاّمبالاة
ينفلتُ من فوق…
هل سيطفئها؟
***
تفاحة أخرى…
و سبع سكاكين مشحوذة
رغبتي المسكينة، المأخوذة بالعبث…
يتملكها الأسى الذي لا يبرَّر
مع ذلك…
أستطيع أن أغنّي بنصف حنجرة
 بربع قلب…
يدي تطيل التأمّل في شكل القطن…
الدوائر اللينة تصنعها الحمى…
هل يعقل أن يشبه الشّعر الهذيان؟
أخبَرني الحبّ… بذلك
لقد أقنعني دوما بأنه حمى شرهة
***
فلننصرف… معاً عنّا…
و لنكتفِ بالتطلّع إلى المحال
هاذا الغياب يعيدنا إلى
الحقيقة التي لا نتحملها
فلنلتقي كذلك…
يداك نافذتان…
ذراعاك منفي
لكن ضحكتك وطن
شفتاك فندق مفتوح
و أنا أودّ لو أجعلهما
كوخيَّ الخاص الآمن
سنابل شعري الأسود
تتشتتُ مع الرّيح
في فسحة الوقت
أنا مجرّدة منّي
هل يهلك المعنى الذي انعدم؟
كيف أبرّرك؟
سهوا انثنيتَ قافزاً في وجهي
من جيب “البيجاما” الزرقاء
متى أخفيتك هنالك؟
أنا لا أذكر…
الصّدى يمتد في المدى
الأفق يتواضع قليلا ثمّ يتفتت
موسيقاي تنبض في عرق يدي البارز
شفتي… لآ، لا تتوقف عن الثرثرة
أنا هنا ثمّ هنالك
فوق تلة الهجر…
***
أكره اللّوم لكنني أتصوّف به
أصحو بطاقةٍ لا تطاق للملامة
أجفّف عيني من الألم اللّيلي
أعقم صمتي “بالجافيل” …
حتى تتشقّق لغتي… تتقشر
لذلك تبدو صفراء شاحبة…
أنا لستُ منطقية…
الشّعر يأبى ذلك…
تعال و لا تتعالى فقط…
لا أعرف ما علاقة ذلك
بما سبق…
****
تحت الشّفق…
هنالك بين كلّ موجة و حبة رمل
في التفاصيل الصّغيرة يتوه عقلي…
أفكر في كلّ عذابات العالم
ماذا لو كنتُ مجرد فكرة… ؟!
أي عذاب يستحقّه هذا الجسد الهزيل…
أحترق…
أشعر بالألم يتعبّد بداخلي…
يصلي بكلّ الطرق…
في البداية…
في النهاية…
تظلّ الكلمات تتقاتل بداخلي
ثمّ تربطني تماماً
و تتدفق وحدها…
تماماً كما تفعل الآن ….
الآن …
***
بعد منتصف اللّيل تماماً
أكون أنتَ…
ثمّ أنفصل عن تلك الكينونة
أعبثُ بوجهك كثيراً
أحنُْ إلى الرسم…
ملامحك تشبه الخدر
الذي تحدثه الموسيقى
يدي مازالتْ تلتهم وجنتك…
تأكل منها من دون أن تنقص…
هل تشعر بذلك…
هل تريدني أن أواصل
أم أتوقف؟
****
لدي فكرةٌ قاتمة…
أسهر طول اللّيل كي أكتشفها
في الصّباح أحاول تلوينها…
حتّى تصير متلائمة مع ابتسامتي
اليوم سأجعلها وردية…
كأنّها شفة مبتسمة
في الغد سأحولها إلى بحر أزرق
الأسبوع المقبل ستكون صفراء فاقعة
و بين مرّة و أخرى…
عليها أن تصبح حمراء ملتهبة
كلّ مرّة ينفعني عبثُ الألوان
في التخفي…
من وجعي الذي ينخر قلبي...!



رسم للشاعرة بعنوان أشواك شوق.... 2016.




Share To: