للمهتمين اقدم ترجمتي لهذا الحوار المهم والممتع مع الروائية التشيلية ايزابيل الليندي المقيمة في الولايات المتحدة والمنشور في موقعها الرسمي
http://isabelallende.com
ويتميز هذا الحوار بكونه يتناول كافة جوانب تجربة الليندي وكذلك يتناول حياتها وطريقتها في الكتابة واشياء اخرى مهمة..
واقدم اعتذاري لأي خطأ في الترجمة ..
-----------------------------------------
س: أنتِ معروفة بكونكِ روائية ، ولكن هل هناك أنواع أخرى من الكتابة حاولتي استكشافها أيضًا؟
ج : كتبت مسرحيات في شبابي وأحببتها. حاولت أيضًا كتابة قصص للأطفال عندما كان أطفالي صغارًا. كنت أخبرهم قصصًا كل ليلة ، وكان تدريبًا رائعًا حافظت عليه. في عام 2001 كتبت مدينة البهائم ، أول رواية للأطفال والشباب. لقد كتبت اشياء فكاهية لسنوات ، وأعتقد أن هذا هو النوع الأكثر صعوبة من أي شئ اخر. لم أجرب كتابة الشعر ولا أعتقد أنني سأفعل ذلك.
س: هل تكتبين بالإسبانية؟
ج : لا يمكنني كتابة الروايات إلا باللغة الإسبانية ، لأنها عملية عضوية جدًا بالنسبة لي لا يمكنني القيام بها إلا بلغتي الأم. ولحسن الحظ ، يوجد لدي مترجمون بارعون في جميع أنحاء العالم.
س: هل تعملين بشكل وثيق مع مترجمكِ؟ لاحظت أن مارغريت سايرس بيدن قد ترجمت معظم كتبكِ إلى الإنجليزية.
ج: مارغريت وأنا على اتصال دائم. أعتقد أنه توجد بيننا علاقة روحية. إنها تقوم بعمل رائع. أنا لا اقدر على تصحيح ماتترجم ! لكن في معظم اللغات الأخرى لا أعرف حتى من يترجم عملي.فالناشرون يتكفلون بذلك. مارغريت تقاعدت في عام 2010 ، والآن مترجمتي إلى الإنجليزية هي آن ماكلين.
س: هل يمكنكِ الحديث عن كيفية تكوين الفكرة في كتابة الرواية - قول الحقيقة ، أو قول الأكاذيب ، أو الكشف عن حقيقة ما؟ هل يمكنكِ أيضًا ان تتحدثي عن كيفية عمل هذه الأفكار معًا أو ضد بعضها البعض؟
ج: المخيال الأول في الرواية هو أن المؤلف يعطي نوعاً من النظام لفوضى الحياة: الترتيب الزمني ، أو أي ترتيب يختاره المؤلف. ككاتب أنت تختار جزء من الكل. أنت من تختار أن هذه الأشياء مهمة والبقية ليست كذلك. وتكتب عن هذه الأشياء من وجهة نظرك. الحياة ليست بتلك الطريقة. كل شيء يحدث في وقت واحد وبطريقة فوضوية وأنت لا تتخذ قرارات. أنت لست الزعيم. الحياة هي الزعيم. لذلك عندما تقبل ككاتب أن السرد المتخيل مجرد كذب ، عندها تصبح حرًا. يمكنك أن تفعل أي شيء. ثم تبدأ في المشي في دوائر. كلما كبرت الدائرة ، كلما صارت الحقيقة اكبر ثم يمكنك الحصول عليها. كلما اتسع الأفق - كلما مشيت أكثر ، كلما تباطأت أكثر عند كل شيء - كانت لديك فرصة أفضل لإيجاد اجزاء صغيرة من الحقيقة.
س: من أين تحصلين على إلهامكِ؟
ج: أنا مستمعة جيدة وصائدة ممتازة للحكايات. فلكل أنسان لديه حكاية وكل الحكايات ممتعة إذا تم سردها بنبرة صحيحة. أقرأ الجرائد ، ويمكن للحكايات الصغيرة المدفونة في أعماق الجريدة أن تلهمك برواية.
س: كيف يعمل الإلهام؟
ج : أقضي عشر ساعات أو اثنتي عشرة ساعة في اليوم وحدي في غرفتي المخصصة للكتابة. ولا أتحدث مع أي شخص ولا اجيب على الهاتف. أنا مجرد وسيط أو أداة لشيء يحدث من خلالي ، أصوات تتحدث من خلالي. أنا أخلق عالماً خيالياً لكن هذا العالم لا يخصني. انا لست الله؛ أنا مجرد آلة موسيقية. وخلال هذا التمرين الطويل اتدرب بصبر كبير على الكتابة ، اكتشفت الكثير عن نفسي وعن الحياة. لقد تعلمت أن لا أدرك ما أكتبه. إنها عملية غريبة - كما لو كنت من خلال هذا المخيال السردي أكتشف أشياء صغيرة حقيقية عن نفسك ، عن الحياة ، عن الناس ، وحول كيفية عمل العالم.
س: هل يمكنكِ التحدث عن شخصياتكِ الروائية؟
ج: عندما أقوم بتطوير شخصية ما ، عادة ما أبحث عن شخص يمكن أن يكون نموذجاً. إذا كان هذا الشخص في ذهني ، فمن السهل بالنسبة لي إنشاء شخصيات قابلة للتصديق. الناس معقدون جداً حيث نادرًا ما يظهرون كل اوجه شخصياتهم، الشخصيات الروائية يجب أن تكون بهذه الطريقة أيضًا.
أسمح للشخصيات أن تعيش حياتها الخاصة في الرواية. كثيرًا ما ينتابني شعور بأنني لا أتحكم بهم. تسير أحداث الرواية في اتجاهات غير متوقعة ومهمتي هي كتابتها ، وليس إجبارها على أفكاري المسبقة.
س: هل تكتبين على الكمبيوتر؟
ج: أنا أقوم بتدوين الملاحظات طوال الوقت. لديّ دفتر ملاحظات في حقيبتي وعندما أرى أو أسمع شيئًا مثيرًا للاهتمام ، أقوم بتدوين ملاحظة. أقوم بقص قصاصات من الجرائد وأكتب ملاحظات حول الأخبار التي أسمعها على التلفزيون. وكذلك أكتب ملاحظات على الحكايات التي يخبرني بها الناس. عندما أبدأ كتابة رواية ما ، أسحب كل هذه الملاحظات لأنها تلهمني. أكتب مباشرة على حاسوبي بدون تخطيط تفصيلي ، اتبع حدسي فقط. وعندما تكتمل الرواية على شاشة الحاسوب، أطبعها للمرة الأولى وأقرأها. ثم أعرف ما هي الرواية. المسودة الثانية تتناول اللغة وردود الفعل والنبرة والإيقاع.
س: ما الذي يجعل نهاية السرد جيدة؟
أ. انا لا اعرف. في القصة القصيرة يختلف الأمر عن الرواية. القصة القصيرة تأتي كاملة. هناك نهاية مناسبة واحدة فقط. وأنت تعرف ذلك - تشعر به. إن لم تستطع إيجاد تلك النهاية فليس لديك قصة ومن غير المجدي العمل عليها بعد ذلك. القصة القصيرة بالنسبة لي مثل السهم. يجب أن يكون لها الاتجاه الصحيح من البداية وعليك أن تعرف بالضبط أين تصوب. في الرواية لا تعرف النهاية أبدًا. إنه عمل يومي وصبور ، مثل تطريز نسيج من الوان متعددة، تسير ببطء ، لديك نمط في الفكرة. لكن فجأة تحولها وتدرك أنها شيء آخر. إنها تجربة رائعة جدا لأن لها حياة خاصة بها. في القصة القصيرة لديك سيطر كاملة ومع ذلك ، هناك عدد قليل جدًا من القصص القصيرة الجيدة. وهناك العديد من الروايات التي لا تنسى. المهم في القصة القصيرة هو كيف تحكيها أكثر أكثر مما هي عليه ؛ الشكل مهم جدا. في الرواية يمكنك أن ترتكب أخطاء ولن يلاحظها إلا قلة قليلة من الناس.انا لا افضل النهايات السعيدة ، أحب النهايات المفتوحة لأني أثق في مخيلة القارئ.
س: من هم الكتاب الذين أثروا فيكِ أكثر؟
ج : أنتمي إلى الجيل الأول من الكتاب الذين نشأوا على قراءة كتاب آخرين من أمريكا اللاتينية. قبل زمني لم تكن أعمال كتاب أمريكا اللاتينية موزعة توزيعاً جيدً ، حتى في قارتنا. في تشيلي كان من الصعب جدًا قراءة كتاب آخرين من أمريكا اللاتينية. تأثرت بشكل كبير بالكتاب العظماء في فترة الازدهار الادبي مثل : غارسيا ماركيز ، فارغاس يوسا ، كورتازار ، بورخيس ، باز ، رولفو ، أمادو ، إلخ.
وتأثرت أيضًا بالعديد من الروائيين الروس: دوستويفسكي وتولستوي وتشيكوف ونابوكوف وغوغول وبولجاروف. اما في فترة مراهقتي فكان للكتٍاب الإنجليز تأثير كبير عليّ وهم السير والتر سكوت وجين أوستن وأخوات برونتي وتشارلز ديكنز وبرنارد شو وأوسكار وايلد وجيمس جويس ودي إتش لورانس وفيرجينيا وولف. أحببت الألغاز وقرأت كل أعمال أجاثا كريستي وكونان دويل. أضافة لبعض المؤلفين الأمريكيين الذين كانوا مشهورين جدًا باللغة الإسبانية ، مثل مارك توين وجاك لندن وإف سكوت فيتزجيرالد وغيرهم الكثير. أتذكر الانطباع الدائم الذي تركته رواية هاربر لي قتل الطائر المحكي حيث أقرأ هذا الرواية مرة أخرى كل عشر سنوات أو نحو ذلك. من هذه الكتب استطعت الحصول على فهم جيد للحبكة وقوة الشخصيات .
اكتشفت الخيال والإثارة الجنسية في ألف ليلة وليلة والتي قرأتها في لبنان حينما كنت في الرابعة عشرة من عمري. في ذلك الوقت وفي ذلك المكان ، لم يكن للفتيات حياة اجتماعية خارج المدرسة والبيت ؛ لم نذهب حتى إلى السينما. وكانت القراءة هي الحل الوحيد للهروب من الحياة الأسرية المزعجة . كان لزوج امي أربعة مجلدات جلدية غامضة محفوظة في خزانة ملابسه المغلقة ، وهي كتب محظورة وممنوعة لم يكن من المفترض أن أراها لأنها كانت "مثيرة جنسياً". ثم وجدت طريقة لنسخ المفتاح والدخول إلى الخزانة عندما لم يكن موجودًا. لقد استخدمت مصباحًا يدوياً، ولم يكن بمقدوري تحديد الصفحات المعنية لذا كنت اقرأ بسرعة للبحث عن الأجزاء القذرة. كانت هرموناتي متهيجة ومخيلتي صارت جامحة بعد قراءة تلك القصص الرائعة. عندما يقول عني النقاد بأني شهرزاد أمريكا اللاتينية أشعر بالاطراء الشديد!
لقد أعطتني الكاتبات النسويات الأمريكيات والأوروبيات اللواتي قرأت لهن حينما كنت في العشرينيات من عمري ،لغة واضحة للتعبير عن الغضب الذي شعرت به ضد النظام الأبوي البطريركي الذي نعيش فيه جميعًا. بدأت العمل في مجلة Paula النسوية التشيلية وهي مجلة نسوية لشحذ أفكاري وقلمي كي أتحدي المؤسسة الذكورية. وكانت تلك أفضل مرحلة في حياتي.
أحببت الأفلام كثيرا، وأحيانًا تبقى صورة أو مشهد أو شخصية معي لسنوات وتلهمني عند الكتابة. على سبيل المثال: السحر في فيلم ( فاني وألكساندر) أو القصة داخل قصة فيلم (شكسبير عاشقاً) .
س: ماذا يحدث عندما تبدئين كتابة رواية؟
ج: عندما أبدأ ، أكون في حالة من النسيان الكلي. ليس لدي أي فكرة إلى أين تتجه الحكاية أو ما الذي سيحدث أو لماذا أكتبها. أنا أعرف فقط - بطريقة لا أستطيع حتى أن أفهمها في ذلك الوقت - أنني متصلة بالحكاية. لقد اخترت تلك الحكاية لأنها كانت مهمة بالنسبة لي في الماضي أو ستكون كذلك في المستقبل.
س: هل تقومين بالكثير من التحرير؟
ج: نعم فيما يتعلق باللغة وردود الافعال ولكن ليس للحبكة. القصة أو الشخصيات لها حياة خاصة بهم. لا أستطيع السيطرة عليهم. فأنا أريد أن تكون الشخصيات سعيدة وأن تتزوج وأن يكون لديها الكثير من الأطفال وأن تعيش في سعادة دائمة ، لكن هذا لا يحدث أبدًا بهذه الطريقة. كما قلت من قبل ، النهايات السعيدة لا تنفع معي.
س: هل يمكنكِ التحدث عن العناصر العلاجية للكتابة ، وتحديداً عن كتابة رواية بولا؟ أعتقد أن كتابتها كانت صعبة ومؤلمة في نفس الوقت.
ج: عندما كنت أكتب باولا ، كانت مساعدتي تأتي إلى المكتب وتجدني أبكي. كانت تعانقني وتقول : "ليس عليكِ كتابة هذا." وكنت اتمنى ان اقول لها أنا أبكي لأنني أشفي وأن الكتابة هي طريقتي في الحداد . هذه الرواية كتبت بالدموع لكن تلك كانت دموع الشفاء، وبعد أن انتهيت من كتابتها شعرت أن ابنتي كانت على قيد الحياة في قلبي وأن ذاكرتها محفوظة. طالما أنها مكتوبة فسيتم تذكره. لا أستطيع تذكر التفاصيل والأسماء والأماكن ، ولهذا السبب وعندما كتبت عن باولا وحياتنا معًا صرت أكتب كل يوم رسالة إلى أمي،هذه الاحداث لن تنسى لأنها تسجيل لحياة طفل.
س: عندما قرأت باولا ، أذهلتني لأنها كانت تكشف عن الذات. لا يتحدث الناس عادة عن هذا النوع من الألم. كانت تجربتك مع الموت والمرض والمأساة هبة لكثير من الناس.
ج: أشعر بالارتباط بهؤلاء القراء الذين كتبوا لي. الألم شئ عالمي فكلنا نعاني الألم والخسارة والموت بالطريقة نفسها. تصلني رسائل من أطباء يشعرون بأنهم لن يتمكنوا أبداً من رؤية مرضاهم كما كانوا يفعلون قبل قراءة الرواية ، ومن شباب يتعاطفون مع باولا ويفكرون لأول مرة في وفاتهم. والكثير من هذه الرسائل تصلني من بنات شابات لم يتعرضن أبدًا لخسارة حقيقية ولكنهن يشعرن أنه ليس لديهن احساس بالاسرة أو الدعم في مجتمعاتهن المحلية. يشعرون بالوحدة الشديدة. يريدن علاقة مع رجل بالطريقة التي ارتبطت بها باولا بزوجها وكذلك تلقى رسائل من أمهات فقدن أطفالهن ويعتقدن أنهن سيموتن حزنًا. لكن المرء لا يموت. موت الابن هو أقدم حزن للمرأة. فمنذ الاف السنين فقدت الأمهات أطفالها ولا يمكن إلا لقلة محظوظة أن تتوقع أن يعيش جميع أبنائها.
س: العديد من النقاد يعتبرون بولا كتابكِ الأعظم هل تقولين ان الكتابة عن بولا اثرت فيكِ اكثر من كل الروايات الاخرى؟
ج: نعم ، الباقي يمكن عده بروفة،عندما انتهيت من رواية باولا وجدت صعوبة كبيرة في الكتابة مرة أخرى. ما الذي يمكن أن أكتب عنه ويكون مهمًا بالنسبة لي؟ ومع ذلك بعد ثلاث سنوات من التوقف والجمود تمكنت من الكتابة مرة أخرى.
س: هل تعتقدين أن الكاتب هو من يختار ما يكتبه أم أن الكتابة تختاره؟
ج : أعتقد أن القصص تختارني.
س: إذن أنتِ حكواتي أولاً وكاتبة ثانيًا؟
ج: نعم. السرد هو الجزء الممتع. يمكن أن تكون في الكتابة الكثير من العمل!
س: هل خلفيتكِ كصحفية تساعدكِ؟
ج: أعمل مع المشاعر. اللغة هي الأداة . تدور الحكاية دائمًا حول المشاعر العميقة جدا التي هي مهمة بالنسبة لي. عندما أكتب أحاول استخدام اللغة بكفاءة ، كما يفعل الصحفي. ليس لديك مساحة ووقت كبيرين وعليك أن تمسك القارئ من رقبته ولا تتدعه يهرب. هذا ما أحاول فعله باللغة: خلق الاثارة. كما تعلمت من الصحافة أيضًا أشياء عملية أخرى ، مثل كيفية البحث عن موضوع ما ، وكيفية إجراء مقابلة ، وكيفية مراقبة الناس في الشارع والتحدث معهم.
س: عندما تتحدثين عن انفتاحكِ على التجربة ، هل تنفتح نفسكِ على عالم سحري؟ هل تدخل الأرواح فعليًا وتقترح عليكِ كلمات وصورًا ومشاهد؟
ج: نعم. بطريقة ما. هناك أيضًا عملية فكرية بطبيعة الحال لكن هناك شيء سحري في سرد القصص. يمكنك الاستفادة من عالم آخر. تصبح القصة كاملة عندما تضع اصبعك على القصة الجماعية أي عندما تصبح قصص الآخرين جزءًا من الكتابة وتعلم أنها ليست قصتك فقط. لدي شعور أنني لا أخترع أي شيء أنني بطريقة ما أكتشف أشياء من بعد آخر وأنهم هناك بالفعل ، ومهمتي هي ايحادهم وإحضارهم إلى الورقة. لكني لا أختلقهم. على مر السنين حدثت أشياء في حياتي وفي كتاباتي أثبتت لي أن كل شيء ممكن. أنا منفتح على كل الألغاز. فعندما تقضون الكثير من الساعات في اليوم كما أفعل بمفردكم وفي صمت ، تتمكنون من رؤية هذا العالم. وأتصور أن الأشخاص الذين يصلون أو يبتهلون لساعات طويلة، أو الذين يقضون وقتا وحدهم في دير أو مكان هادئ آخر، ينتهي بهم الأمر إلى سماع الأصوات ورؤية الرؤى، لأن العزلة والصمت يشكلان الأساس لذلك الوعي
أحيانًا أكتب شيئًا ، وأنا مقتنعة عمليًا أنه من مخيلتي. بعد شهور أو سنوات اكتشف أن ذلك كان حقيقيا. واشعر بالخوف عندما يحدث ذلك. وأفكر: "ما هذا؟ ماذا لو حدثت الأشياء لأنني كتبتها؟ يجب أن أكون حذرة جداً في كلماتي ". لكن أمي تقول ، "لا ، لم يحدث ذلك لأنكِ كتبتيها. لاتملكين هذه القوة. لا تكوني متغطرسة. ما يحدث هو أنكِ قادرة على رؤية هذه الاشياء وأن الآخرين ليسوا كذلك لأنهم لا يملكون الوقت لأنهم مشغولون بضوضاء العالم ". كانت جدتي مستبصرة. وعلى الرغم من أنها لم تكتب ، إلا أنها كانت تخمن الأشياء وتستفيد من تلك الأحداث والمشاعر المجهولة. كانت تعلم واعتقد أن المسألة هي أن تكون أكثر وعياً.
س : وصفكِ زوج والدتك بانكِ مهووسة بالكذب.
ج: نعم أنه يقول عني بأني كاذبة، عندما كنت أكتب باولا كانت هذه هي المرة الأولى التي أكتب فيها مذكرات. من المتوقع أن يقول المرء الحقيقة في المذكرات. اعترضت أمي وزوجها على كل صفحة لأن العالم الذي عشته في طفولتي يختلف كليا عن نظرتهما الى الحياة. أرى الضوء الساطع والعواطف وشبكة خفية تربط بينهما بطريقة ما.. إنه شكل آخر من أشكال الحقيقة.
س. جويس كارول أوتس تتحدث عن ذكرى مضيئة ، كما لو أنها تأتي وتضيء في مكان معين. أفكر في الاختلافات في كيفية تذكر أحداث معينة من طفولتكِ. على سبيل المثال ، لديك ذاكرة مخيفة عن تعليقكِ رأسًا على عقب في أداة غريبة تهدف إلى تشجيع نموكِ ، على الرغم من أن زوج أمكِ يتذكرها على أنها أداة آمنة تمامًا. ربما تتذكرين فقط ما شعرتي به. بينما قد تكونين في الواقع في اداة آمنة ، فقد شعرتي كما لو كنتِ مشدودة إلى رقبتكِ.
ج. بالضبط. هناك الكثير من ذلك في كتاباتي. على سبيل المثال ، سوف أتذكر قصة ولكن لا يمكنني تذكر مكان أو تاريخ أو شخص أو اسم. لكنني أتذكر شيئًا لافتاً في القصة.
س: بينما سيتذكر بعض الناس التاريخ أو ما كانوا يرتدوه.
ج: أو يتذكرون الحقائق فقط. ربما سأتذكر فقط ما تخيلته بشأن الحدث - روايتي الخاصة عن الحقيقة.
س: لكن في النهاية ، كما في روايتكِ (إيفا لونا )تقولين أولاً شيئًا واحدًا ثم تستسرلين....
ج. "ربما لم يحدث ذلك بهذه الطريقة." لدي شعور دائمًا أنه ربما لم يحدث ذلك بهذه الطريقة. لدي خمسون رواية عن كيفية مقابلتي لزوجي ويلي. يقول انها كلها حقيقية .
س: في رواياتكِ السابقة التي تتناولين فيها الفوضى السياسية في أمريكا اللاتينية ، الحكومة غير جديرة بالثقة ولاترتبط مع الشعب. هناك رأي كافكوي مفاده بأنك لن تفهم الحكومة مهما فعلت وأن العالم يتحول ولا يمكن الاعتماد عليه. هل ترين أن عالم الأرواح مكان يمكن الاعتماد عليه أكثر؟ هل في عالم الروح تكون الخطة اللانهائية منطقية وفي العالم الحقيقي لا تبدو كذلك؟
ج: إنه سؤال صعب. العالم الروحي مكان لا يوجد فيه خير ولا شر أنه ليس عالم أبيض وأسود كما يبدو في العالم الحقيقي. لا توجد قواعد صارمة من أي نوع. وفي هذا المعنى هو مختلف تمامًا عن الخطة اللانهائية وهي مزحة اقترحها الواعظ في روايتي "الخطة اللانهائية" . في العالم الروحي هناك النية فقط ، هناك فقط الوجود. ولا يوجد شعور بالصواب أو الخطأ. كل شيء على مايرام. ولأن الأمور غامضة جدًا بهذا المعنى ، وحساسة جدًا وغير مركزة ، فهي مكان آمن. ليس عليك أن تقرر أي شيء. الأشياء فقط ، وأنت تطفو بطريقة ما أو - لا أعرف كيف أعبر عن هذا بدقة - أنت هناك. بشكل دقيق للغاية. بالنسبة لي ، إنه مكان آمن للغاية. هذا هو المكان الذي تأتي منه الحكايات. هذا هو مكان الحب.
يبدو هذا سخيفاً جداً ، لكن حياتي حُددت من خلال امرين في غاية الاهمية : الحب والعنف. ثمة حزن وألم وموت ، لكن هناك بعدًا موازياً آخر ، وهو الحب. هناك العديد من أشكال الحب ، لكن النوع الذي أتحدث عنه غير مشروط. على سبيل المثال ، الطريقة التي نحب بها الشجرة فلا نتوقع أن تتحرك الشجرة أو تفعل أي شيء أو أن تكون جميلة. الشجرة هي مجرد شجرة ونحن نحب الشجرة لأنها شجرة. أنت تحب حيوان بهذه الطريقة. نحن نحب الأطفال بهذه الطريقة. عندما تصير العلاقات أكثر تعقيدًا ، تبدأ في المطالبة بالمزيد. تريد شيئاً مقابل حبك. لديك توقعات ورغبات وتريد أن تكون محبوبًا بقدر ما تحب.
في هذا العالم الروحي ، عالم المحبة ، لا توجد شروط. مثل الطريقة التي أحب بها أحفادي. أعتقد أنها طريقة مثالية. لا يهم ما إذا كانوا ينمون أو يبقون على ما هم عليه لأنني أستطيع رؤيتهم كأطفال عندما ولدوا للتو مثل كونهم أشخاص مراهقين أو بالغين. الروح ليس لها عمر. ربما هذا ما أردت قوله. عندما نحب شيئًا ما بعمق وكمال فإننا نحب الجوهر.
س : أعتقد أن التسامي هو ما تتحدثين عنه ، القدرة على الانتقال إلى ما وراء هذا العالم الحقيقي إلى فهم متسامي للمشاعر والعواطف. هل تقولين أن رواياتكِ محددة بهذه الخاصية أكثر من أي روايات أخرى؟
ج: من الخطأ أن يتم تصنيف رواياتي على أنها واقعية سحرية لأنني أرى أن رواياتي مجرد أدب واقعي. يقولون إنه لو كان كافكا قد ولد في المكسيك لكان كاتبًا واقعيًا. كثير من الاشياء تعتمد على المكان الذي ولدت فيه.
س. ايرين وفرانسيسكو في روايتكِ ( الحب والظلال) يجب أن يكون هناك تجديد بالكامل في نهاية الرواية. يركبون السيارة وينظرون إلى بعضهم البعض ، ويتساءل كل منهم من هو الآخر. إنهم لا يتعرفون جسديًا على بعضهم البعض ، لكنهم ما زالوا يتعرفون على أرواح بعضهم البعض. هذا بيان مهم تصنعه الرواية بشكل واقعي جدا.
ج: في روايتي " الحب والظلال" اتُهمت بأنني عاطفية وسياسية جداً. لكني أتعاطف مع هذه الرواية. بادئ ذي بدء ، لأن القصة حقيقية. القصة الرئيسية تتحدث عن جريمة سياسية ارتكبت في تشيلي ، وقمت ببحث فيها. الشخصيات حقيقية. وأيضًا لأنها جلبت ويلي إلى حياتي. قرأ ويلي تلك الرواية واحبها وفي النهاية وقع في حبي. وأخيرًا ، لأنها جلبت إلى حياتي الوعي بمدى قوة الكلمة المكتوبة: كيف يمكنك الاستفادة من ذلك العالم الذي نتحدث عنه وتكتشف أمور كان من المستحيل أن تعرفها إذا لم يكن لديك ذلك الارتباط بمعرفة جماعية تأتي من خلال الكتابة..
س: قلتي ذات مرة إنكِ أتيتي من خلفية مكبوتة وتجدين صعوبة في كتابة مشاهد مثيرة. حينما نقارن ممارسة الحب بين فرانسيسكو وإيرين - وهو مشهد مجازي إلى حد كبير ، وجميل جدًا وعائم - مع مشاهد في كتب لاحقة ، يبدو من العدل أن نقول أنكِ قهرتي قمعكِ ، وأنكِ طورتي من قدرتكِ على الكتابة بشكل حسي. هل هذا وعياً؟
ج: لا ، أعتقد أن الأمر يتعلق بالرواية. كل رواية لها طريقة في الكتابة. كل حكاية لها طريقة تُروى بها. تحدد الحكاية النبرة التي يجب أن تروى بها الأشياء. فرانسيسكو وإيرين شابان جدًا يتلهفان لبعضهما في البداية ثم يقعان في الحب. وحينما يمارسون الجنس ، يكونون بالفعل في حالة حب. كما أنهم قد تأثروا في بداية حياتهم بوحشية الموت والتعذيب والقمع والعنف. ممارسة الحب تعيدهم من الجحيم إلى الحياة ، إلى فردوس الحب. في وقت لاحق ، ستدمرهم الأحداث. يتم سرد المشهد بهذه الطريقة لأنه بدون أن أكون مدركة تمامًا له ، يشبه أسطورة يوريدوس حيث ينزل اورفيوس إلى الجحيم لإعادة حبيبته إلى الحياة.
س: في محاضرة لكِ ذكرتي أنكِ لن تكتبي المزيد من القصص القصيرة. هل أنتِ مصرة على عدم العودة إلى هذا النوع من السرد؟
ج: لا أعرف. لا يجب أن أقول إنني لن أفعل شيئًا أبدًا. القصص القصيرة تأتي إليك كلها. الرواية هي عمل - عمل ، عمل ، عمل - ثم في يوماً ما تنتهي. لكن القصة القصيرة شيء يحدث لك - إنها كالاصابة بالإنفلونزا. القصة القصيرة تتطلب الإلهام وفجأة يكون امامك وميض من الوضوح يتيح لك رؤية حدث ما من زاوية أخرى غير متوقعة تمامًا. ولا يمكنك إثارة ذلك. يحدث لك. تذهب إلى مكان ما ، وترى بعض الأشخاص يرقصون ، وفجأة تفهم العلاقات بين هؤلاء الأشخاص ، أو يبدو أنك تدرك شيئًا لا يمكن لأي شخص آخر في الغرفة رؤيته. ليكون لديك قصة قصيرة.
س: تحدثي عن مجموعتكِ القصصية حكايات إيفا لونا .
ج. لقد كتبت بصوت إيفا لونا ، بطلة روايتي السابقة. كل القصص في هذه المجموعة ما عدا القصة الأخيرة ، وهي قصة كيف وجد رولف كارل فتاة صغيرة في الوحل ويساعدها على الموت. لقد كتبتها من وجهة نظره. هذه القصة وقعت بالفعل في عام 1985 في كولومبيا. كان هناك ثوران بركان يسمى نيفادو رويز ، وغطى انزلاق طيني قرية بكاملها ومات الآلاف من الناس. لم يستردوا معظم الجثث ، وأخيراً أعلنوا أن المكان بأكمله مقبرة ، أرض مقدسة. وكان من بين الضحايا العديدة فتاة صغيرة عمرها تسع سنوات تُدعى أوميرا سانشيز. هذه الفتاة ، ذات الشعر القصير المجعد الداكن والعينين السوداوين الكبيرتين ، كانت تتألم لمدة أربعة أيام ، محاصرة في الوحل. لم تستطع السلطات إدخال مضخة لضخ المياه وإنقاذ حياتها. ومع ذلك، يمكن لوسائط الإعلام أن تنقل كاميرات تلفزيونية في طائرات الهليكوبتر والطائرات والحافلات حيث كان بمقدور الناس في جميع انحاء العالم ولمدة اربعة ايام أن يرون معاناة هذا الطفلة.
س: أنتِ تكتبين باللغة الإسبانية ولكنكِ تعيشين بالإنجليزية في الولايات المتحدة ، فأنا مندهش من قدرتكِ على أخذ شيء يراه غالبية الناس على أنه عيب وجعله ميزة. يرى الكثيرون أن العيش بلغة ثانية هو أمر مهمش.
ج. لكن هذا رائع! من يريد أن يكون في الواجهة الرئيسية؟ قبل أيام سمعت شيئًا رائعًا على شاشة التلفزيون عن المشاكل التي ستواجهها هذه الدولة في السنوات العشر القادمة - الجريمة والعنف وانعدام القيم وتدمير العائلة وحمل المراهقات والمخدرات والإيدز. ثم قال أحدهم شيئًا استثنائياً. "هل لاحظتم أن المهاجرين الجدد لا يعانون من هذه المشاكل؟ لأنهم يأتون إلى هذا البلد بنفس الأفكار والقوة التي جاء بها أجدادنا ". أن تكون هامشيًا مثلاً كونك مهاجرًا جديدًا فإذا كان بإمكانك تحويل تلك الهامشية إلى شيء إيجابي بدلاً من التركيز عليها كشيء سلبي ، فهي مصدر رائع للقوة.
س : غالبًا ما نتحدث عن صوت المرأة في الأدب ، وأنتِ كتبتي من هذا المنظور ونجحتي. هل كان من الصعب في الخطة اللانهائية الكتابة بصوت الرجل؟
ج: لا. أنا لا أجد هذا صعباً على الإطلاق. كتبت أيضًا من منظور رجل وبصوت رجل في بيت الارواح . حيث يروي استيبان تروبا أجزاءً من الرواية. ومع رواية الخطة اللانهائية ، كان الأمر سهلاً لأن زوجي كان يرشدني. ثم أدركت أن هناك أوجه تشابه أكثر من الاختلافات عندما يتعلق الأمر بالجنس. إن البشر في الأساس متشابهون جدا، لكننا عالقون في الاختلافات بدلاً من تسليط الضوء على اوجه التشابه. حينما دخلت في جلد البطل الذكر اعتمدت على زوجي ويلي جوردون ، تعرفت عليه بشكل أفضل مما لو كنت قد عشت معه لمدة ثلاثين عامًا.
س: يبدو أنها نقطة جيدة لنا للعودة إلى عالم الأرواح ، إلى المكان الذي بدأنا فيه. هل تضيفي إلى خصائص العالم الروحي أنه بلا جنس؟
ج: ربما في عالم الروحانيات ، لا يكون للجنس أي اعتبار ، تمامًا كما أن العرق أو العمر لا يمثلان مشكلة. لقد كنت مناصرة للنسوية طوال حياتي ، أكافح من أجل القضايا النسوية. عندما كنت شابة صغيرة ، قاتلت بضراوة. كنت احارب حينها. الآن أصبحت أكثر إدراكا للأشياء الرئيسية التي علينا نحن الرجال والنساء استكشافها والتي يمكن أن تجمعنا معا. لكن لا تفهموني بشكل خاطئ: أنا نسوية وفخور جدًا!
س: يعرف النقاد أسلوب كتابتك بأنه "الواقعية السحرية". هل كل رواياتكِ مكتوبة بهذا النوع؟
ج : أعتقد أن لكل حكاية طريقة تُروى بها وأن لكل شخصية صوت. ولا يمكن للكاتب ان يكرر دائما صيغة الكتابة . الواقعية السحرية ، التي كانت حاضرة بأغلبية ساحقة في روايتي بيت الارواح ، غير موجودة في روايتي الثانية الحب والظلال. وذلك لأن روايتي الثانية كانت مبنية على جريمة سياسية حدثت في تشيلي بعد اغتيال سلفادور أليندي ، لذا فهو أكثر من تأريخ صحفي. لا توجد واقعية سحرية في رواية الخطة الانهائية أو افروديت أو ابنة الحظ ، ومع ذلك هناك الكثير منها في مدينة الوحوش ، أول رواية لي للاطفال.
الواقعية السحرية احيانا تنجح وأحياناً لا تنجح، على اية حال ستجد في الادب من كل انحاء العالم عناصر للواقعية السحرية، وليس في اميركا اللاتينية فقط.. ستجده في الملحمات الأسكندنافية ، في الشعر الأفريقي ، في الأدب الهندي المكتوب باللغة الإنجليزية ، في الأدب الأمريكي الذي كتبته الأقليات العرقية. يستخدم كل من الكتاب مثل سلمان رشدي وتوني موريسون وباربرا كينجسولفر وأليس هوفمان هذا الأسلوب.
ولفترة من الوقت، ساد في الولايات المتحدة وأوروبا منهج منطقي وعملي في الادب، لكنه لم يدم طويلا. هذا لأن الحياة مليئة بالغموض والهدف من الأدب هو استكشاف تلك الألغاز. إنه يوسع آفاقك. عندما تسمح للأحلام والرؤى والهواجس بأن تدخل في حياتك اليومية وعملك ككاتب ، يبدو أن الواقع يتوسع.
س: أنتِ تنحدرين من عائلة غير عادية. هل تتحدثين عن عمكِ ، سلفادور الليندي ، وكيف أثر في حياتكِ؟
ج: لا أعتقد أنه أثر في حياتي كثيرًا حتى وفاته ، رغم أنني كنت دائمًا معجبة به كثيرًا. عندما حدث الانقلاب العسكري في تشيلي عام 1973 ، لم يكن هو ، بل الانقلاب العسكري ، هو الذي غير حياة الكثير من التشيليين هذا الانقلاب أثر على نصف السكان بشكل دراماتيكي.
كان سلفادور أليندي ابن عم أبي . رأيته في عطلات نهاية الأسبوع ، وأحيانًا في الإجازات ، لكنني لم أعيش معه.
بعد الانقلاب العسكري أدركت أن له بعداً تاريخياً. لقد رأيت ذلك فقط بعد أن غادرت تشيلي. بعد الانقلاب ، تم حظر اسمه في جميع أنحاء تشيلي. عندما ذهبت إلى فنزويلا في كل مرة أقول فيها اسمي كان الناس يسألوني على الفور هل انا من اقرباء سلفادور أليندي. لقد أصبح شخصية أسطورية وبطل.
س: هل ستكتبين يوما كتابا عن سلفادور الليندي؟
ج: لا ، لا أعتقد ذلك. أنا لست جيدًا في السيرة الذاتية وفي هذه الحالة لا يمكنني أن أكون موضوعية.
س: هل تؤمنين بالقدر أو الكارما؟
ج: أنا أؤمن بالقدر. أعتقد أننا حصلنا على ارواق اللعب في يدينا وعلينا أن نلعب لعبة الحياة بأفضل ما نستطيع. وغالبًا ما يتم تمييز بطاقات اللعب.
س: هل تعتقدين أن ما حدث لعمكِ كان قدراً؟
ج: نعم. لكن هذا لا يعني أن من قتلوه ليسوا مسؤولين. أعتقد أن الجلادين والقتلة ما زالوا مسؤولين وأننا ينبغي أن نحاول إيقافهم.
س: هل ستعودين إلى تشيلي يومًا ما؟
ج: أعود كل عام لرؤية والدتي وأشعر براحة كبيرة هناك. لكنني لا أعتقد أنني أستطيع العيش هناك الآن ، خاصة وأن لدي بيت في الولايات المتحدة ، ابني وأحفادي هنا. أنا لا أفتقد تشيلي لأنه يمكنني في اي وقت اريده الذهاب إلى هناك.
س: تبدأين في كتابة جميع رواياتكِ في الثامن من يناير. لماذا؟
ج: في الثامن من يناير سنة 1981 ، كنت أعيش في فنزويلا وتلقيت مكالمة هاتفية تفيد بأن جدي الحبيب يحتضر. فكتبت له رسالة أصبحت فيما بعد روايتي الأولى ، بيت الأرواح . لقد كانت رواية محظوظة منذ البداية لدرجة أنني احتفظت بهذا التاريخ المحظوظ للبدء في كتابة اية رواية.
س: هل يمكنكِ التحدث عن أي طقوس تقومين بها عند البدء في كتابة كتاب جديد؟
أ. الثامن من يناير هو يوم مقدس بالنسبة لي. آتي وحدي إلى مكتبي في وقت مبكر جدًا من الصباح . أشعل بعض الشموع للأرواح ولبعض التفكير. أتأمل لبعض الوقت. لدي دائما الزهور الطبيعية والبخور. ونفسي منفتحة تمامًا للتجربة التي تبدأ في تلك اللحظة. لا أعرف أبدًا ما سأكتبه بالضبط. ربما أنهيت كتابًا قبل أشهر وربما كنت أخطط لشيء ما ، لكن حدث ذلك مرتين بالفعل عندما أجلس أمام الكمبيوتر واقوم بتشغيله فأنه خرج شيء آخر. يبدو الأمر كما لو كنت حاملًا بشيء ما ، حمل فيل ، شيء موجود هناك لفترة طويلة جدًا ، ينمو ، وبعد ذلك عندما أكون قادرة على الاسترخاء التام وتنفتح نفسي للكتابة فأن الكتاب الحقيقي يخرج للنور.
أحاول أن أكتب الجملة الأولى في حالة نشوة ، كما لو أن شخصًا آخر كان يكتبها من خلالي. عادة ما تحدد الجملة الأولى الكتاب بأكمله. إنه باب يفتح على منطقة غير معروفة يجب أن أستكشفها مع شخصياتي. وببطء ، بينما أكتب ، تبدو القصة وكأنها تنكشف على الرغم مني.
أنا لست من النوع الذي يبحث عن مخطط تفصيلي ، أو التحدث عن الكتابة إلى أي شخص ، أو قراءة أجزاء من كتابتي حينما تكون قيد المعالجة. حتى تجهز المسودة الاولى - ويمكن أن تستغرق المسودة الأولى شهورًا ، وعادة ما تكون طويلة جدًا - لا أعرف ما هو الكتاب. أجلس كل يوم وأكتب الرواية. عندما أعتقد أنها انتهت ، أطبعها وأقرأها للمرة الأولى. في تلك المرحلة ، أعرف ما هي الحكاية ، وأبدأ بإزالة كل شيء ليس له علاقة بالأمر.
س: ما هي النصيحة التي يمكنكِ تقديمها للكتاب المبتدئين؟
ج: الكتابة هي مثل التدريب فلكي تكون رياضيًا عليك القيام بالكثير من التدريب والعمل الذي لا يراه أحد من أجل المنافسة. يحتاج الكاتب إلى الكتابة كل يوم ، تمامًا كما يحتاج الرياضي إلى التدريب. لن يتم استخدام هذا الكم الكثير من الكتابة أبدًا ، لكن من الضروري القيام بذلك.
أقول دائمًا لطلابي الشباب أن يكتبوا صفحة جيدة واحدة على الأقل يوميًا. في نهاية العام سيكون لديهم 360 صفحة جيدة على الأقل ،هذا كتاب.
أنا لا أشارك الكتابة مع أي شخص، وعندما تنتهي المسودة ، أعرضها على عدد قليل جدًا من الأشخاص ، لأنني أثق بغريزتي ولا أريد الكثير من الأيدي في كتاباتي.
س: لدي مخطوطة وأتساءل عما إذا كان بإمكانكِ قراءتها ومساعدتي في نشرها.
ج: أنا آسفة جدا ، لا يمكنني قراءة المخطوطات. ببساطة ليس لدي وقت حتى لو فعلت ذلك ، ربما اتعرض للمسائلة القانونية. على أي حال ، لا يمكنني نشر المخطوطات. أتمنى لو كان لدي هذا النوع من القوة!
أصبحت صناعة النشر - وخاصة في الولايات المتحدة - معقدة للغاية. من واقع خبرتي ، من المستحيل عمليًا أن تنشر بدون وكيل إذا لم تكن كاتبًا معروفًا. قد ترغب في الرجوع إلى بيانات يتم تحديثها سنويًا والتي تتضمن قائمة بجميع الوكلاء الأدبيين المتاحين. هناك كتابان مفيدان هما " كيفية الحصول على وكيل أدبي" بقلم مايكل لارسن ودليل الوكلاء الأدبيين بقلم دون بروز. يمكنك العثور عليها في المكتبة أو في متجر الكتب المفضل لديك.



Post A Comment: