كحجر الكريستال الثابت في الأدغال
شكل ماهيتها الشفافة حدٌ الإبهام
قدٌت من صخر لا زمن له
قدٌت من صخر كان ماء
تخلٌقت من ماء يتمرٌرى في أمواج شمسية
و هناك في ينابيع خفيٌة
كانت تهب مهجتها لمهج الأبدية
و كانت تستعين على ذلك بطاقة الأبجدية
...فتتخلٌق
...من عدم...من غشاوات...و من غبش روحها العتيٌة
......
قدٌت هي من ماء صخري
فصار الصخر منها ماء
و للماء صار شكل الكريستال الخاطف للأبصار
...مبهم حتى الشفافية
و لكنه مرتدٌ إلى ذاته دوما
إذ يغور وهج ألقه في جوف صدفة تهتف:
أن حيٌ على الصمت المزلزل فيٌ
أن حيٌ على ماهيتي الكونية...
من ماء تخلٌقت أغصاني المرمريٌة
لكنٌي أنا من في أوردتها
تترنٌم الأمواج
تهطل الأمطار
توشوش الاوراق
و تهزج الطيور
و يرتفع في دمي صهيل وردة حورية...
الفراشات أعرفها ..رفيفها يتردد في تموجات رؤاي
الأشجار أفقه لغتها العلوية
فهي ثابتة
لكنها في شراييني تسير
إذ أصيخ السمع لهدير السكون الدال في ذبذباتها...
و إنٌي...
أمضي إلى منتهاي
...في ذلك الزخم العارم
أصير العالم
ما قبل العالم
ما بعد كل شيء
خرير...هسهسة...بركان وارف الخضرة
أصير ذبذبات و أصوات تتشابك
أوصالي شرايبن و أغصان و جداول
و حدائق لا مرئية
...أصبر
أنا التي كنتها و لم أدركها
أنا لبها و المعجز في المحدود فيها
..في الجذع الثابت
.. في الماهية المتموجة
الخالقة



Post A Comment: