هَا أَنَا الْآنَ أَعُود لأخط آخَر الْكَلِمَات قَبْل رحيلي الْأَخِير ، اُكْتُب أوَّلِ لِقَاءٍ وختامي الْمَعَانِي ، الَّذِي صَبَّ الدُّمُوعُ فِي قَلْبِي قَبْل مُقْلَتِي ، أَكْتُبُ عَنْ رحيلك غَيْر المبرر وتفكيري غَيْرَ السَّلِيمِ ، وَعَن نِهَايَةٌ شَيْءٌ عَظِيمٌ قَدْ حَلَمْت بِأَنْ يَبْقَى لِوَقْت أَطْوَل .
انْتَظَرَت الْعَوْدَة وَكَانَت . . ؟
شَاقَّة مُسْتَعْصِيَة مُقَيَّدَةٌ غَيْرَ مُفِيدَةٍ ، بَعِيدَة كُلَّ الْبُعْدِ عَنْ مَدَى التَّفْكِير وَالْحَنَّان .
مَضَى عَلَى الْفِرَاقِ ثَلَاثِ شُهُورٍ وَبِضْع أَيَّام ، لَمْ أَكُنْ أتصور أَن الْفِرَاق سهلً لِهَذِه الدَّرَجَة عليكِ ، وَاعْلَم ايضاً أَن تِسْعَةَ أَشْهُرٍ مِنْ السَّهَر الْمَرَافِق لعيناكِ وحديثي طِوَال النَّهَار عَنْك ، غَيْرُ كَافِيَةٍ للتقيد وَالتَّفْكِير الْمُسْتَمِرّ ، لَكِنْ يَا صغيرتي ، كَانَت بكافية لِتَغَيُّر مُسْتَوَى تَفْكِيرِي بأقرانك ، وكافية لِي بأنكِ كنتِ الْمُلْجِئ الْأَوَّل لِي وبداية كُلِّ شَيْءٍ عَظِيمٌ ، الرَّفِيقَة فِي كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِكَة احساسي وقلمي الَّذِي لطالما كَتَب عنكِ بِجِنَان مُرَاهِق ، وشموخ مُفَكِّر وأديب ، تَناغَمَت كلماتي حِين رَدَدْت اسْمُك مَعَهَا ، ثُمّ بَكَت سُطُور كِتَابِي حِين اِخْتَفَى رَوْنَق عطفكِ .
كُلِّ شَيْءٍ أستذكره وَكَأَنَّه حَدَثَ قَبْلَ قَلِيلٌ ، لَم أَنْسَى قَطّ عِنْدَمَا خاطبتني فِي آخِرِ حَدِيثِ بَيْنَنَا ، إنَّنِي لَمْ أَتَصَرَّفْ برعونة فِي الْأَشْهَرِ الْمَاضِيَة ، لَقَدْ أَخَذْت ذَاك الْحَدِيثِ عَلَى مَحْمَلٍ الْعَصَبِيَّة المفرطة(التناسي السريع) ، لَكِن سُرْعَانَ مَا حَلَّتْ النِّهَايَة أَدْرَكْت مَا كَانَ قَصْدِك ، الْيَوْم وَمَع بُزُوغ خُيُوط شَمْسِيٌّ الصَّبَاحِيَّة استوقفتني أغنية(سألوني النَّاس عَنْكَ يَا حبيبي)أسترجاع مُخِيف فِي ذاكرتي لِلَحْظِه لقياكِ الْأَوَّلِ حَيْثُ الهُدوء الصَّاخِب بِنَظَرَات عيناكِ(أيلول)يا مِن أَحَبَّهَا قَلْبِي دُون تَأَنِّي ، جميلتي الَّتِي شُهُود النَّاس احبوها مِن وَصْفِيّ ، لطالما تسألو أَيْن وصلتي لَمَّا انْتَهَيْنَا ، هَوَاك معلقنا فِي دَمِي أُمِّ أَنَّ طيغك مَا زَالَ يلاحقني ، ذكراكي دائماً فِي بَالِي وكاننا سوياً ، تَعْلَمِين إنَّنِي أُكْرِه النِّهَايَات وَأَكْرَه أيضاً التَّحَدُّثُ عَنْ نهايتي كَمَا يَفْعَل الْبَعْض ، لَن أَتَحَدّث طويلاً مَا عَادَ بوسعي الْكِتَابَة أَكْثَر فَقَدْ نَفَذَ صَبْرِي فِي غُرْبَتي وَمَا بوسعي إلَّا أَنْ اِشْتَم عَبِق ذكراك وأرحل كَمَا رِحْلَتَي .
اسْتَمَرّ الْفِرَاق وَقْت طَوِيلٌ . .
الْوَدَاع يَا مَنْ كنتي حبيبتي . .
سلامً عَلَى عيناكِ يَا أَيْلُول . . .
وَأَلَّف سلامً عَلَى قلبً كُنْت أَظُنُّه أَحَبَّنِي لِدَرَجَة الْهُيَام . .



Post A Comment: