التقاذف والتنكيل وحشد التهم بين المثقفين والمبدعين ، وتعرض بعضهم الى الإساءة التي يقصد منها التقليل من مكانة هذا المثقف أو المبدع ، من أسوأ الفتن التي تنخر في جسد هذه النخبة الخاصة ، التي تتمتع بحب أوسع لدى الناس ، والتي يجب أن ترتقي بتعاملها ، بآعتبارها شريحة تمتلك من الوعي والإدراك ، مايجنبها الانزلاق الى انفراط عقد المحبة ، الذي من الأفضل أن يظل شفافا نتلمس من خلاله روح التنافس وتوقد الابداع ، وانصهاره في اشاعة المحبة والوفاق ، لأن من دون هذا الصراع الخفي لا يمكن أن نصل الى قمة عطاء المبدعين .
إن تدارك الأمور من حسنات الفعل الانساني ، والمراهنة على فقدان توازن المثقف المبدع ، سيؤدي الى نتيجة لا تحمد عقباها ، خاصة اذا كان من ترميه بحجارة مثقفا متألقا ، يقدم زادا من روحه الى من هو بحاجة إليه ، أما تعقيد الأمور ومحاولة جمع اليابس بالاخضر ، وذر الرماد في العيون لجاهل لم يدرك ، وإداري فاشل ، وإعلامي يتصيد الثغرات ، ليكتب عن آثار العثرات ، ستكون كمن يحرث في البحر ، وكأن المياه قد جفت وذبلت أشجار الأرض .
أسوق ذلك ، وأنا أتربص بما وصل إليه بعض المتابعين ، من استنتاج غير طبيعي عن تشخيص علل المثقفين والمبدعين ، فهذا يربط مبدعا كبيرا وصل الى القمة ، وتربع عليها ، بمبدع يجتهد للوصول الى مرتبته ، وهذا حق شرعي لكل مجتهد ، لكن حينما يصل الآمر الى اشاعة القول بما لايصدق ، فذلك من عجائب الدنيا ، والقصة بما فيها أن نتصور مدى الرعب الذي سيقلق هذا النجم المبدع من صعود الجيل الجديد الى الواجهة ، فيما يتذوق الناس منه ابداعا كصوت مغرما بالغناء ، وكلحن يقترب من تغريد الكروان .
ان الاشاعة فن يتدرب عليه الفاشلون ، ممن عجزت قريحتهم عن تقديم أدلة استمرارهم بهذا الوهج ، والآدهى من كل ذلك ، من يشجع وينمي هذه الاشاعة لغرض في نفس يعقوب ....والعاقل يدرك .



Post A Comment: